لكل السوريين

يوم للمرأة.. ودهر لقمعها

لطفي توفيق

في البداية..

وعلى ذمة منظمة الأمم المتحدة..

خرجت نساء عاملات عام  1856 إلى شوارع مدينة نيويورك

بالولايات المتحدة..

للاحتجاج على ظروف عملهن المزرية.

وعلى ذمة الراوي..

في الثامن من آذار عام 1908

خرجت عاملات النسيج إلى شوارع نيويورك

للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور..

والحصول على حق التصويت.

وصار الثامن من آذار..

يوم المرأة الأمريكية.

وفي العام التالي احتفلت الولايات المتحدة لأول مرة..

باليوم الوطني للمرأة.

وعلى ذمة التاريخ..

قرر مؤتمر الاجتماع الاشتراكي الدولي الذي عقد عام 1910 في كوبنهاغن الدنماركية..

إقامة يوم دولي للمرأة.. للتأكيد على حقوقها

وحوّلت “مبادرة كوبنهاغن”  الثامن من آذار..

إلى يوم عالمي للمرأة.

وفي العام التالي احتفلت كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا.

باليوم العالمي للمرأة.

وجاء إضراب عام 1917، حين طالبت نساء روسيات “بالخبز والسلام”.

وانتزعت حق التصويت .. ومكاسب أخرى

ورسّخ الثامن من آذار كيوم عالمي للمرأة.

وفي عام 1975 اعتمدت الأمم المتحدة هذا اليوم.. لهذه المناسبة.

ومنذ ذلك الوقت.. يحتفل العالم كل عام بهذه المناسبة.

وتنظم فعاليات استعراضية لا حصر لها

وترفع شعارات تنادي بتحسين ظروف النساء..

وبالمساواة بين الرجل والمرأة..

وتحولت الاحتفالات إلى نمط ممجوج..

يسلط الضوء لمدة نصف يوم..

على قضية يجب أن تكون مهمة الجميع على مدار الأيام.

ولعل التأمل العميق بهذه الشعارات

يكشف زيفها..

فالدعوة إلى مساواتها مع الرجل..

تجعل الرجل مقياسا لما يجب أن تكون عليه.

وكأن المرأة لا تستحق نيل حقوقها الإنسانية دون ذلك.

وتضع الرجال في مواجهة النساء..

وكأن الرجل يسعى إلى استعباد المرأة..

في حين أن الرجل والمرأة عبيد لطقوس المجتمع الذكوري..

فهي عبدة لرجل هذا المجتمع…

وهو عبد لعبوديته لها…

وخلاصهما.. معاً..

يكمن في التخلّص من طقوس المجتمع الذكوري.

ولعل الدعوة التي وجهتها العام الماضي.. منظمات نسوية من شتى أنحاء العالم

للإضراب في اليوم العالمي للمرأة.

وطالبت بظروف عمل لائقة..

وأجور معيشية مناسبة للجميع..

وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي.

تشكل خطوة مهمة باتجاه فهم جديد..

ليوم المرأة العالمي المنشود.