لكل السوريين

الدراسة الجامعية ليست مرتبطة بعمر معين، ولكن الظروف هي التي تكون سببا في تأخر الخطة الدراسية لدى أغلب النساء

الرقة/ مطيعة الحبيب   

طلب العلم من المهد إلى اللحد نساء كثيرات لم يستطعن إكمال دراستهن أن كانت في المدارس أو في الجامعات، وعلى وذلك بسبب ظروف قد تكون عائلية من حيث العادات والتقاليد والزواج المبكر، حيث تواجه بعض الفتيات تهميشا كبيرا داخل إطار العائلة وخاصة من الناحية العلمية والتحصيل الدراسي.

من هنا تروي “إسعاف بليلو” التي تبلغ من العمر خمسون عاما، أكملت دراستها الجامعية في مدينة الرقة جامعة الشرق، كلية تربية علوم تربوية قسم معلم صف، ومن خلال حديثها للسوري تحدثت” انقطعت عن دراستي منذ وقت طويل لظروف خاصة أجبرتني على التخلي عن دراستي الجامعية.

وأضافت “بعد مرور الوقت وتحسن الاوضاع وافتتاح جامعة الشرق في مدينة الرقة، والتي كانت فرصة سانحة لي لأكمل دراستي رغم تقدمي في العمر، وهذا الأمر لم يمنعني أو يقف عائقا في طريقي، وبعد تجهيز اوراقي وتقديمها انقبلت بتنسيق وقبولي في فرع التربية، وهو الفرع الذي كنت سابقا أطمح بدراسته واليوم تحقق حلمي وانجزت العام الأول في دراسته”.

وأكدت” طلب العلم ليست له عمر معين، هذا من وجهة نظري أنا بدأت بعمر كبير دراستي الجامعية، وسوف اتابع دراستي لان ظروفي التي كنت اعاني منها تحسنت، فالتحصيل العلمي غير محصور بالرجل فقط، المرأة المثقفة تعتبر ربة منزل وأم وسند لزوجها أن كان عملها داخل المنزل أو خارجه”.

وأشارت “أما بالنسبة لجامعة الشرق، هي جامعة مجانية تستقطب كل الفئات العمرية، جديدة بأفكارها ونمطها واسلوبها التعليمي فريدة من نوعها في المنطقة،  كادر الجامعة متفهم وطلاب متفهمين أول دخولنا إلى الجامعة واجهنا بعض الصعوبات، لم نفهم النسق العام للجامعة ومنهجه ومع مرور الوقت كان هناك تفهم لطريقة الدراسة، والمواد وكانت النتائج إلى حد الآن باهرة”.

واختتمت إسعاف بليلو”أتمنى أن أكون قدوة لجميع النساء الجالسات في منازلهم وهن قادرات على إكمال دراستهن، العلم ليس له عمر في الحقيقة، واليوم انا عكست الصورة، في سن يتطلب مني التعليم تعلمت من أخطائي في الحياة وانا اليوم اواكب كل جديد حتى اخدم مجتمعي ومدرستي وطلابي،  وحياة الجامعة رائعة في كل زمان ومكان”.

ومن خلال عودتها لإكمال دراستها الجامعية، استطاعت بليلو أن تثبت أنه لن يعترض طريق المرأة أي عائق سواء كان مجتمع أو لا إرادي، لتشق طريقها في إطار رسم مستقبل يساعدها في تصحيح المسار الذي كانت قد خسرتها مع بداية الأزمة، لتؤكد أن الإرادة فوق كل شيء.

وتعد بليلو من النساء القليلات اللواتي عدن لصفوف الدراسة بعد أن تجاوزت حاجز الـ 50 عاما، لتشكل بذلك نقطة تحول ستغير مجرى حياتها، حسب ما روت لمراسلتنا في الرقة.