تبدو الزمرد السويد، وهي فنانة تشكيلية من مدينة القنيطرة، سعيدة وهي تحمل بأناملها الغضة ريشة ترسم بها طيوراً، وتحاول من خلال ذلك نقل ما في داخلها إلى لوحة فنية تُرسم بألوان زيتية على قطعة قماش.
كان اللافت في حوار صحيفة “السوري” مع الزمرد قدر السعادة الفائقة في كلماتها التي اختارتها أثناء الحوار، بعد مشاركتها في ملتقى الفن التشكيلي الذي أقامته هيئة الثقافة والآثار في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في مدينة الطبقة.
وقالت الزمرد إن زيارتها إلى مناطق الإدارة الذاتية كانت موفقة، وحملت كثيراً من الرسائل والصور الإيجابية التي تسعى إلى نقلها إلى مدينتها القنيطرة، ومدن سورية أخرى ستزورها مستقبلاً.
لم تكن الزمرد وحيدة في ملتقى الفن التشكيلي في مدينة الطبقة، إذ رافقتها في الزيارة أمها زمزم، لتحمل الأم وابنتها على أكفّهنَّ الفن من مدينة القنيطرة إلى الطبقة، حيث شاركتا في الملتقى.
وذكرت الفنانة التشكيلية زمرد أنها تفاجأت بحجم التنظيم والرقي في المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية، على عكس ما روجه النظام السوري وبعض وسائل الإعلام السورية التي لا تزال تنتهج سياسة التشويه.
واعتبرت أن ملتقى الفن التشكيلي في الطبقة هو فرصة لتوحيد الرؤى الفنية في سوريا وتقاربها، ليسهم في الحفاظ على النسيج الاجتماعي والحضاري للبلاد، والحفاظ على الرونق الجميل لسوريا بمختلف مكوناتها الدينية والعرقية.
ويشارك في ملتقى الفن التشكيلي في مدينة الطبقة 31 فناناً وفنانة من مدن سورية، بينهم شبان وشابات في ربيع أعمارهم، إلى جانب فنانين آخرين تركوا بصمة واضحة على الساحة الفنية في سوريا.
وبينما تتابع زمزم الحاج، وهي فنانة تشكيلية من القنيطرة، بفخر، ابنتها الزمرد وهي ترسم في ملتقى الفن التشكيلي في الطبقة، بالكاد تجد متسعاً من الوقت لترسم هي الأخرى، ليجمع الفن والملتقى الأم وابنتها تحت سقف فني واحد في مشهد قلّما يتكرر في سوريا أو في الفعاليات الثقافية عامةً.
وقالت الفنانة التشكيلية زمزم الحاج، في حوار مع صحيفة “السوري”، إن أكثر ما يشعرها بالسعادة في مجال عملها الفني هو أنها استطاعت أن تورث ابنتها الزمرد موهبتها الفنية، وهي تنظر إليها بفخر.
ورغم ذلك، تصر زمزم على أن تكون لابنتها تجربة فنية خاصة، رغم أنهما تترافقان في معظم الملتقيات الفنية والمعارض، إلا أن ذلك لا يمنع أن تكون لكلٍّ منهما تجربتها الخاصة، التي تحمل مشاعر فنية خالصة يتمتع بها الفنان التشكيلي ويحاول أن ينقلها بلوحاته وألوانه.
وأشارت إلى أنها سعيدة بالمشاركة في ملتقى الفن التشكيلي الخامس في مدينة الطبقة، وشكرت القائمين على الملتقى من هيئة الثقافة والآثار في الإدارة الذاتية على إتاحة الفرصة لفنانين من مدن سورية أخرى لا تديرها الإدارة الذاتية، للمشاركة، في إشارة إلى التوجه الوطني للإدارة الذاتية بعيداً عن ما يُروَّج في وسائل الإعلام.