لكل السوريين

الأمم المتحدة: حرائق اللاذقية تلتهم 100 كيلومتر مربع وتؤدي إلى نزوح المئات

أعلنت الأمم المتحدة أن حرائق الغابات التي اندلعت في ريف محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا تسببت في تدمير نحو 100 كيلومتر مربع من الأراضي الحراجية، ما يمثل أكثر من 3% من إجمالي الغطاء الحرجي في البلاد، في واحدة من أسوأ موجات الحرائق التي تشهدها سوريا منذ عقود.

ووفقاً للتقييم الأممي الأولي، تضرر نحو 5000 شخص جراء الحرائق، فيما تم تسجيل نزوح أكثر من 1120 آخرين من عدد من القرى المتضررة، أبرزها بيت عيوش، المزرعة، الصبورة، والبسيط. كما خرجت محطة كهرباء البسيط عن الخدمة نتيجة احتراق خطوط الجهد المتوسط، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتوقف ضخ المياه عن مناطق واسعة.

وذكر المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، أن فرق الأمم المتحدة انتشرت في الساحل السوري لإجراء تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة والاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً. فيما دعت نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، إلى تقديم دعم دولي إضافي لمساعدة سوريا في مواجهة الكارثة البيئية.

في غضون ذلك، تواصل فرق الإطفاء السورية، بدعم من طواقم أردنية وتركية، مكافحة النيران المشتعلة لليوم الخامس على التوالي، وسط ظروف مناخية قاسية تشمل ارتفاع درجات الحرارة، واشتداد سرعة الرياح، وصعوبات في التضاريس الجبلية التي تعيق الوصول إلى بؤر النيران، خصوصاً في منطقة قسطل معاف التي تُعد من أبرز مراكز انتشار الحرائق.

وأفادت وزارة الطوارئ والكوارث السورية بتشكيل غرفة عمليات مشتركة، مؤكدة أن الأردن أرسل طائرتين مروحيتين من طراز “بلاك هوك” مزودتين بطواقم ومعدات فنية، إضافة إلى فرق إطفاء برية، عبر معبر نصيب الحدودي في درعا، لدعم جهود الإخماد. كما ساهمت تركيا بعدد من الطواقم الجوية للمساعدة في العمليات.

وامتدت الحرائق إلى مناطق سكنية في قرى كسب، والبسيط، وبيت القصير، وفرنلق، وزغرين، وجبل التركمان، ما دفع إلى عمليات إجلاء احترازية في ما لا يقل عن سبع تجمعات سكنية.

وأشارت تقارير محلية إلى أن الحريق طال أكثر من 10 آلاف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، متسبباً بخسائر بيئية واقتصادية واسعة، إلى جانب نفوق أعداد كبيرة من الماشية وتدمير ملاجئ للحيوانات.

كما انفجرت ذخائر غير منفجرة وألغام أرضية كانت مزروعة في المناطق المتضررة، ما شكّل خطراً مباشراً على فرق الإطفاء وأعاق وصولها إلى بعض المواقع.

وتواجه سوريا تحديات متزايدة في التصدي للكوارث الطبيعية، في ظل ضعف في التجهيزات والمعدات، ومحدودية القدرة اللوجستية، وغياب خطوط الحماية الحرجية (خطوط النار)، إلى جانب تأثيرات التغير المناخي. وكانت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) قد حذرت في حزيران/يونيو الماضي من أن البلاد تشهد أسوأ ظروف مناخية منذ ستة عقود، ما يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.

- Advertisement -

- Advertisement -