لكل السوريين

اشتباكات وخطف بين السويداء ودرعا.. والأهالي ينزعون فتيل الأزمة

على خلفية التطورات التي شهدتها بلدة القريّا مؤخراً، عقد وجهاء من محافظتي درعا والسويداء اجتماعاً في مدينة بصرى الشام لوقف الأحداث ومنع تطورها، وتم الاتفاق خلال هذا الاجتماع الذي حضره الأمير لؤي الأطرش من السويداء، والشيخ عوض المقداد من بصرى الشام، على منع رعاة الأغنام من دخول أراضي بلدة القريّا، وتعزيز نقاط حراسة اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس على مشارف مدينة بصرى الشام، بمحاذاة أراضي بلدة القريّا، لتنفيذ ذلك، والتنسيق مع فصائل القريّا لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وكانت المنطقة قد شهدت اشتباكات بين مزارعين من بلدة القريا، ورعاة أغنام من خارج  المنطقة، على خلفية دخول الرعاة مع مواشيهم إلى الأراضي الزراعية غربي البلدة، وإطلاقهم النار على حارس بئر حاول منعهم من دخول الأرض.

وأسفرت الاشتباكات عن إصابة الحارس برصاصة في ساقه، وتم إسعافه، لكن سيارة الإسعاف التي كانت تنقله إلى مشفى السويداء تدهورت مما أدى لإصابته مرة أخرى، وإصابة طاقم السيارة، فيما لم تتوفر معلومات عن وقوع إصابات بين الرعاة.

وأشارت مصادر من بلدة القريّا إلى أن العشرات من الأهالي تجمّعوا بمضافة قائد الثورة السورية الكبرى “سلطان باشا الأطرش”، ونددوا بالحادثة، وأكدوا على رفضهم التعدي على أبناء البلدة وأراضيها.

كما وصلت مؤازرات من الفصائل المسلحة المحلية إلى البلدة، وأعلنت تضامنها مع الأهالي.

خطف مزارعين

وتزامن ذلك مع خطف مزارعين من أبناء السويداء أثناء عملهما في أراضي بلدة “عرى”، جنوب غرب السويداء، حيث قام بخطفهما مسلحون مجهولون يستقلون دراجات نارية، واقتادوهما باتجاه الغرب، وفق ما أشارت مصادر محلية من البلدة التي شهدت حالة استنفار، وانتشار مجموعات محلية مسلحة في محيطها.

وسرعان ما بدأ التواصل بين وجهاء من السويداء وبصرى الشام لتحرير الشابين المخطوفين، واحتواء الأزمة.

وهو ما حدث بعد يومين من خطفهما، حيث عاد المخطوفان إلى بلدتهما، وكان في استقبالهما جمع من أبناء المحافظة، إضافة إلى الأمير لؤي الأطرش الذي توجه بالشكر للشيخ عوض المقداد، ووجهاء مدينة بصرى الشام، على جهودهم التي بذلوها لتحرير المخطوفين.

وقد أشار المخطوفان إلى أنهما تمكنا من الهرب من مكان احتجازهما، على أطراف قرية “جبيب” في ريف درعا الشرقي، نتيجة ضغوط تعرضت لها العصابة الخاطفة من قبل أبناء مدينة بصرى الشام، ومداهمتهم لعدة أماكن اشتبهوا بتواجد العصابة فيها.

يذكر أن المنطقة شهدت حوادث دامية خلال شهر آذار من العام الماضي، بين مجموعات مسلحة من بلدة القريّا من جهة، واللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا من جهة أخرى، واستولى اللواء خلالها على جزء كبير من أراضي البلدة، وسقط نتيجة ذلك عشرات القتلى والجرحى  من أبناء المحافظتين. تم تطويق الأزمة بجهود مشتركة من قبل العقلاء في المحافظتين الجارتين، لكنها لا تزال تشهد حوادث أمنية متفرقة، واشتباكات بين رعاة الأغنام والمزارعين، بين الحين والأخر.