تركيا تدعم الإرهاب في سوريا، وتلوح بجولة احتلال جديدة

تحاول دولة الاحتلال التركية، تحقيق أطماعها الاستعمارية من خلال طرح التهديدات على سوريا بين الحين والأخر، ففي قضم التقاربات المزعومة بينها وبين حكومة دمشق، لتثبت للعالم أجمع بأنها ليست جزء من الحل السوري، بل تهدف لاحتلال المزيد من ارضي سوريا.
وحملت دولة الاحتلال جملة من التهديدات، لضرب أمن واستقرار المنطقة من خلال دعم فصائل المرتزقة، والتهديد بعملية عسكرية على الأراضي السورية، وذلك بالتزامن مع عقد جولة جديدة من “مسار أستانا” رقم 22، التي انتهت دون تطرق بيانها الختامي إلى الأمور الخلافية بين ما تسمى الدول الضامنة (تركيا – إيران – روسيا).
وتأتي هذه التهديدات بعد موجة جديدة من الهجمات الجوية على البنية التحتية في إقليم شمال وشرق سوريا خلال تشرين الأول الفائت، ومن ثم لتستغل دولة الاحتلال وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم مجدداً، وتقرب اردوغان منه، لشرعنة احتلالها للأراضي السورية.
وتسعى تركيا لتنفيذ مشروعها الاستعماري من خلال الاستيلاء على كامل الشمال السوري بعمق 40 كم انطلاقاً من الحدود الحالية بحجة تأمين حدودها الوطنية وهي في الواقع تسعى لذلك كخطوة توسعية تحقق أحلام الدولة التركية في اقتطاع أراضي من سوريا والعراق مثل ما يتحدثون عنه في الميثاق الملي التركي”.
وتحاول تركيا شرعنة احتلالها عن طريق الاستناد إلى اتفاقية أضنة، والبحث عن اتفاقيات مشابهة مع حكومة دمشق تمكنها من الاحتلال، بحجة حماية الامن التركي وحماية الحدود، ومن المعلوم ان تركيا هي من تتعدى على دول الجوار مثل “العراق والسورية”.
وحول إمكانية أن تقدم دولة الاحتلال التركي على أي عمليات عسكرية برية جديدة في الأراضي السورية، ذكر المعارض السوري على الأمين لوكالة هاوار “الظروف ليست مهيأة بشكل كامل للتوغل التركي حالياً ولكن تركيا قطعت شوطاً لا بأس به في تهيئة الأجواء لذلك فهي قد ناشدت نظام الأسد مراراً وتكراراً للقاء من أجل التفاهم ولكن الأسد رفض ذلك”.
لكنه أردف بالقول: “المثير في الأمر هو أن تركيا تعلم علم اليقين بأن اللقاء مع الأسد لن يساهم قيد أنملة في فعل أي شيء، فهو غير قادر على التجاوب مع تركيا أصلاً، لأن مثل هذا التحرك يعني الاصطدام بالولايات المتحدة الأمريكية وتركيا تعلم ذلك، وتعلم بأن رد الأسد سيكون الرفض بسبب عدم قدرته وليس بسبب شروطه المثيرة للسخرية كانسحاب تركيا من الشمال الذي لن يحدث على الإطلاق”.
وتساءل الأمين “إذا كانت تركيا تعلم بأن الأسد لن يستجيب، فلماذا تدعو دمشق علناً للجلوس للمفاوضات؟ وأضاف مجاوباً “بكل بساطة هو أن تركيا تخطط لوضع هذه المطالبات وذلك الرفض ضمن سياق الأعذار والمسوغات التي ستدفع تركيا للغزو العسكري للشمال السوري لإغلاق الفجوات والسيطرة المطلقة على ما مساحته أكثر من40 ألف كم مربع من مساحة البلاد”.
واختتم الأمين حديثه بالقول: “الأمر خطير وغير مستبعد وخصوصاً بعد وصول ترامب إلى الرئاسة الأمريكية وتعتبر فترة ما قبل استلام ترامب فرصة حقيقية للنظام التركي لتنفيذ عدوانه على الأراضي السورية مستغلاً الظروف الدولية التي قد لا تكترث كثيراً لأفعال تركيا التوسعية وهذا ما يهدد وحدة الأراضي السورية ويساهم في تمزيق ما تبقى من هذا الوطن الجريح”.
وروجت روجت دولة الاحتلال لعملية عسكرية في تشرين الماضي، لكن تواجهت بالرفض من قبل المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إنه من غير المقبول أن تقوم تركيا بعملية في سوريا. مضيفًا، بحسب ما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك»: «مثل هذه العملية قد تكون لها عواقب سلبية في سوريا، ولن تكون حلاً، وستؤدي إلى تفاقم المشكلة، وربما تستفيد منها أطراف مثل (هيئة تحرير الشام)».
وتعد أميركا وروسيا دولتين ضامنتين للوضع في شمال شرقي سوريا، من خلال تفاهمين وقَّعتهما مع تركيا لإنهاء عملية «نبع السلام» العسكرية في شرق الفرات في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والتي توقفت بعد أيام قليلة من انطلاقها.