لكل السوريين

إغراءات لتوقيع العقود.. واحتيالات بعد تنفيذها

تقرير/ لطفي توفيق 

تعرضت مجموعة شبان من السويداء لعملية احتيال بعد تجنيدهم في ميليشيات لحماية حقول الغاز والنفط التي تسيطر عليها روسيا.

ونقلت صفحات إعلامية محلية عدة شهادات من عناصر المجموعة، مرفقة بتسجيلات صوتية توثق تعرض أفراد المجموعة للاحتيال والمعاملة المهينة والاحتجاز، فضلاً عن تعرض أحدهم لإطلاق نار بعدما طالب بالحصول على مستحقاته.

وتضم المجموعة حوالي ثلاثين شاباً تم استقطابهم، ووقعوا عقودهم مع شركة “المهام للحماية والحراسة” التابعة لمجموعة القاطرجي الدولية، براتب شهري قدره 175 ألف ليرة، وسلة غذائية لكل مقاتل، وإجازة لمدة عشرة أيام كل شهر.

من السويداء إلى السلمية إلى حقول الغاز

وبحسب شهادات أعضائها، فقد انتقلت هذه المجموعة من السويداء إلى مدينة السلمية بريف حماة، ومنها تم توزيعهم على نقاط عسكرية قرب حقول الغاز في البادية السورية، لحراسة الحقول التي تستثمرها روسيا.

وأشار أحد عناصر المجموعة إلى أنه بعد مرور شهر على التحاقهم بالعمل، طلبوا تسليمهم مستحقاتهم المالية، والعودة إلى السويداء لقضاء الإجازات المحددة لهم في عقد العمل، مما أغضب المسؤولين عنهم، فقاموا بنقلهم إلى مركز تابع للمخابرات العسكرية في مدينة السلمية.

وأكد عناصر المجموعة أنه عند وصولهم إلى المركز تم توزيع 25 ألف ليرة لكل عنصر، وعندما حاول أحدهم المطالبة بمستحقاتهم كاملة، أطلق أحدهم النار على قدمه، وتم إسعافه إلى مشفى السلمية.

وتم احتجازهم في المركز لمدة يومين، وتعرضوا لمعاملة مهينة قبل أن يتم إرسالهم في حافلة إلى السويداء.

وخاطب أحد عناصر المجموعة شباب المحافظة بقوله “الحافلات تنقل الشباب بشكل يومي ليكونوا ضحية النصب والاحتيال كما حصل معنا، أنصح من يقرأ رسالتي أن لا يقدم على هذه الخطوة”.

الصياد.. والشركات التابعة لها

استثمرت روسيا الهدوء النسبي للمعارك في سوريا العام الماضي، وتوسعت في استقطاب الشباب لتجنيدهم ضمن ميليشيات لحماية مصالحها في سوريا.

كما استثمرت الوضع الاقتصادي المتردي لشباب المحافظة لإغرائهم على العمل ضمن مشاريع الشركات الأمنية لحراسة حقول النفط والغاز بريفي حماة وحمص.

وعملت شركة “الصياد لخدمات الحراسة والحماية”، المدعومة روسياً، عبر وكلائها في محافظة السويداء على تجنيد العشرات من شبابها إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية في مواقع حقول الغاز بريف حمص، وفي “خناصر” بريف حلب، ونقاط تفتيش أمنية، في ريف دير الزور،

وكشفت مصادر محلية من السويداء في سلسلة تقارير لها خلال الأشهر الماضية عن تزايد نشاط شركات أمنية محلية، ناطقة باسم شركات روسية، وتعمل على تجنيد الشباب لحماية منشآت الغاز والنفط التي تقع تحت إشراف روسيا وسط سوريا.

وأشارت هذه التقارير إلى التحاق خمسمئة شاب من السويداء، بشركات الحراسة، عبر وسطاء محليين، قبيل نهاية العام الماضي.