لكل السوريين

الإعلام جسر العبور لعالم الجمال والابداع

منذ قديم الزمان كان التفاعل والاتصال سمة إنسانية متجذرة، حيث أن وسائل الاتصال كانت متعددة سواءً الاتصال الشفهي أو المدون وأحيانا يكون مرسوماً، إلى أصبحت وسائل الاتصال ذات شأن ومتطورة، بفضل قيام الثورة الصناعية في أوروبا، حيث تم اختراع الصحف، والإذاعة، والتلفزيون واستمر التطور بخطى حثيثة ولفترة طويلة نسبياً، إلى أن تم اختراع الشبكة العنكبوتية الذي هو “الانترنيت”، وكان هذا الاختراع حدثاً هاماً وفريداً، إذ أنه غير مسار الحدث وجعل العالم عبارة عن قرية صغيرة، وصولاً لما يعرف بالميديا “الاعلام الجديد”، ويعرف أيضاً بالإعلام البديل، واستخدام المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي في نقل مجريات الأحداث.

الإعلام (الميديا) يعرف على أنه مجموعة من قنوات الاتصال في بث الأخبار وغيرها، وأنه أيضاً وسيلة التواصل الاجتماعية مع الناس.. وهناك مجموعة أخرى من التعريفات، التي يكون لها صلة مع الصحافة والإذاعة والتلفزيون.

وللإعلام دور ووطيفة ترتبط بطبيعة الدور الخاص فيه ضمن المجتمع، حيث أن الإعلام لديه الحرص الكامل على مواكبة حاجات البشر الفكرية والمادية.. وفي سبيل تعزيز تفاعل الأفراد مع المجتمع، ومشاركتهم في الأحداث العامة لتطور وعيهم الأجتماعي، يقوم الإعلاميون برصد الحالات الجميلة عبر إقامة الندوات واللقاءات المصورة.. ففي الأمس القريب كنا نقف أمام متحف “الرقة” الوطني نتأمل طريقة ترميم الواجهة الجميلة، وفجأة اقتربت مني فتاة تحمل في يدها مايك الصوت، ألقت السلام وعرفت عن نفسها مبرزة الموافقة الخطية على إقامة لقاء مصور معي في المتحف.

أسلوب إعلامي احترافي بدا من خلال طريقة إلقاء الأسئلة القصيرة، وإسلوبها في إدارة الحوار.. نعم كانت إعلامية محترفة حصلت على الجمال الذي بغته، في حين كان معنا شخص يقول أنه إعلامي، لكنه كان متمسك بحزام البيروقراطية الهزيلة.. الإعلام الجيد ينتج الإعلامي الناجح، الذي يلعب دوراً أساسياً في نقل المعلومات والأخبار المهمة للناس بطريقة مفهومة واضحة، ولكي يكون الإعلامي ناجح ومميز عليه ان يكون متقناً للغته الام لفظاً وكتابةً متقناً مخارج الحروف. وعليه إتقان لغات عالمية اخرى في سبيل إقامة حوارات مع جنسيات أخرى، وأن يقوم بصقل موهبته، وأن يكون جميل المظهر وسريع الإدراك وذو ثقافة واسعة مع جرءة مميزة وإلقاء حسن.. الرقة الخارجة لتوها من آهات الحزن والأسي ما زال الطريق امامها طويل نسبياً، لكن أن ينداح الطوفان ونسمع ونرى حكايات إعلامية منها؟ وصلة إعلامية لفتاة تسأل شاباً (يقول أنه يحمل مؤهل جامعي) عن صرح عظيم في ‘الرقة”، فيجيبها على مبدأ (يجيب من الفرات ويحط عالصراه)، والمصيبة الأكبر أن الإعلامية المبجلة تهز برأسها (مثل الأطرش في الزفة)، مصدقة كلام ما أنزل الله به من سلطان. والمصيبة الأعظم ان هذا اللقاء المتلفز خضع للمنتجة، وقد تم عرضه على الجمهور!!! وكان الوجع والألم، فكيف نعبر الجسر؟ وكيف نتمكن من تحقيق الألق والنجاح في مجال الإعلام في ظل وجود عثرات بعض الإعلاميين وتخلفهم؟..