لكل السوريين

ندرة الأمطار ونقص المياه، وسوء توزيع كميات المياه ينذر بعطش يهدد أرياف مدينة طرطوس

طرطوس/ أ / ن 

إن سكان محافظة طرطوس وريفها يعانون من نقص شديد في مياه الشرب، مما أدى إلى ارتفاع أسعار بيعها عبر صهاريج القطاع الخاص، حيث أن مياه الشرب تصل إلى منازل الأهالي في طرطوس مرة واحدة لبضع ساعات، ثم تتبعها فترات انقطاع تتراوح بين8 إلى30 يوما, وعلى سبيل المثال , فقد ذكر لنا بعض الاهالي في بلدة الطواحين بمنطقة القدموس في ريف طرطوس, بأن المياه تصل إليهم مرة كل 30 يوم، وبمعدل عشرة براميل فقط، حيث أن واقع المياه في ناحية الطواحين وبلدياتها الثلاث وقراها الـ12 سيئ جدا، وأن نقلة المياه الواحدة إلى الطواحين (20 برميلا) تكلف 80 ألف ليرة سورية، و100 ألف لباقي القرى, وأن مشكلة المياه لا تتعلق بالكهرباء، فجميع محطات الضخ تم تزويدها بخطوط توتر، خلال السنوات الماضية، انما المشكلة بعدد ساعات التقنين الكهربائي، إذ تصل ساعات التغذية إلى 2 أو 3 أو 4 ساعات يوميا فقط.

أهالي قرية المرقب في ريف مدينة بانياس, أشاروا الينا الى مشكلة أخرى تتعلق بكميات المازوت المسلمة والقليلة جدا، لتشغيل مولدات الكهرباء في محطات الضخ، علاوة على كل ذلك، فقد أضاف الأهالي هنالك مشكلة عويصة وتدور حول الأعطال الطارئة التي تصيب المولدات أو مضخات المياه، والتكلفة الكبيرة من اجل صيانتها والحفاظ على جاهزيتها , وعدم توفر السيولة المالية لذلك.

ان جميع مناطق ريف طرطوس في صافيتا والدريكيش والشيخ بدر والقدموس وبانياس، يتعرضون لمعاناة فظيعة من العطش التي تسببها تقنين الكهرباء الطويل ومن ثم تقنين المياه لأيام وأيام بسبب قلة المازوت التي تحتاجه مضخات مؤسسة المياه أو بسبب الأعطال أو بسبب سوء التوزيع عند بعض المراقبين.

وهناك أدوار تكون متباعدة لتوريد المياه الى القرى والبيوت في الأرياف, وهناك عدة أسباب لذلك أولها التقنين الكهربائي القاسي في هذه المرحلة وثانيها عدم توافر المحروقات بالشكل الكافي، إضافة إلى الأعطال التي تتعرض لها بعض المحطات، ما يؤدي إلى تأخير الدور في بعض الحالات.

وتقول مؤسسة مياه طرطوس، انها مضطرة الى تقنين ضخ المياه إلى منازل السكان بسبب نقص مادة المازوت ونتيجة الكلفة العالية لعملية الضخ، إذ يكلف ضخ 5 متر مكعب بحدود الـ 500 ليرة بينما تأخذ مؤسسة المياه ثمنه 5 ليرات من المشترك.

ولذلك، فجميع الأهالي بالأرياف، متذمرين من سوء عملية ضخ المياه إلى منازلهم ومن انقطاعها لأيام متواصلة ما يضطرهم لشراء احتياجاتهم من الماء بأسعار مرتفعة من أصحاب الصهاريج، وذلك مترافق ومتزامن، مع حالة التردي في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم حقيقي، حيث وصلت ساعات القطع في بعض المناطق بطرطوس إلى أكثر من 20 ساعة متواصلة، وسط أزمة محروقات حادة.

يشار الى انه خلال الأيام القليلة الماضية، حدث انقطاع المياه ووقعت مشاكل في تخزينها في محطات الضخ وإيصالها إلى منازل الأهالي، وذلك بسبب انقطاع عام في التيار الكهربائي في معظم المناطق السورية, منذ ليل الجمعة17\6\2022، بسبب تعرض محطة تحويل الزارة لعطل أدى إلى خروجها عن الخدمة, وتم الإعلان في يوم السبت، بدء عودة التيار تدريجيا، بعد إعادة إقلاع محطات توليد كهرباء في جندر والزارة وتشرين والتيم, ومع الندرة  الدائمة لمادة المازوت, أصيبت مناطق الساحل السوري عموما بأزمة مياه قاسية , وخاصة في قرى ومدن ريف طرطوس, حيث تضررت كل الزراعات والأشجار المثمرة والمواشي والمداجن, مما زاد في اوجاع والالام الناس  , وأضاف قيمة سلبية جديدة الى صعوبات الحياة المعيشية وضغوطاتها.