لكل السوريين

مخيمات إدلب تغرق في مستنقعات المياه الآسنة

السوري/إدلب- لا يخلو المشهد في أي زقاق صغير بين خيام شمال إدلب من ساقية مياه صغيرة مصبوغة بالأسود، أو الأخضر، إنها المياه الآسنة، والمخلوطة بالصرف الصحي، حيث تبدو مشهداً ثابتاً في مخيلة كل من يعاين المخيمات، ويزورها أمّا لدى ساكنيها فهي ليست مشهداً مأساوياً فحسب، إنها معاناة يومية، وحيرة قائمة في تدبير هذه المياه، وتصريفها بعيداً عن أنوف سكان الخيمة أطفالاً، شيوخاً، وشباباً.

تعاني مخيمات شمال إدلب العشوائية منها على وجه التحديد من أزمات كبيرة تتعلق بالصرف الصحي، وتصريف مياه الاستعمال اليومي في ظل غياب شبكات مياه صرفٍ صحي منظمة، وكذلك غياب دوريات المياه، واعتماد السكّان على ما يعرف محلياً بالجوَر الفنية فغالباً ما يكون تصريف مياه الصرف الصحي إلى جور تحفر قرب الخيمة داخل التراب وتحتضن مخلفات الخيمة، والمياه الآسنة.

تدابير السكان:

يشتكي مدير مخيم غطاء الرحمة علي الرحيل في منطقة دير حسان شمال إدلب غياب أي مصرف صحي، ودورات للمياه منظمة وسط قلة في الدعم، والمشاريع الإنسانية المحسّنة للواقع الخدمي.

ويشرح لمراسلنا عن آلية تدبير سكان المخيم قائلًا: السكان اعتمدوا على إنشاء دورة مياه مشتركة بين عائلة، وجارتها، أو أكثر بإمكانيات متواضعة، وتجهيزات بدائية إلَّا أن الحفر الفنية التي تستقبل مياه الصرف صغيرة، ولا تلبي الحاجة ما يؤدي إلى تفريغها للمياه الملوثة بين الخيام، وأزقة المخيم، وتنتشر بين سكان المخيم.

ويوضح: “مع انتشار وباء كورونا تتزايد مخاوف الأهالي من وصوله إليهم بسبب غياب مقومات النظافة العامة”.

باتت مرتعًا للأطفال:

لا يجد الأطفال في مخيم غطاء الرحمة فراغاً ممكناً للعب بعيداً عن هذه الجور الفنية، والحفر المملوءة بالملوثات، والمخلفات، أو سواقٍ تحمل الفضلات، والأوساخ، وأحياناً تكون مركز لعبٍ لهم في ظل غياب الوعي الصحي، وقلة الفرص المتاحة للعب أمامهم، ومع ذلك لم يوفر القائمون على المخيم، وساكنيه نداء استغاثة، أو مطلب لتحسين الواقع الخدمي، وخاصةً ذلك الذي يتعلق بالصحة، والنظافة في ظل انتشار وباء “كورونا” المستجد.

مواد التنظيف.. مفقودة في المخيم:

ربما تكون السيدات أكثر الفئات حرجاً في المخيم من تدهور الواقع الخدمي بما يتعلق بدورات المياه، وعلى خجل كنَّ أكثر المطالبات بتحسين دورات المياه في المخيم، إذ أصبحن، وأطفالهنّ عرضةً للحشرات، والغبار وفقاً لما تقول “أم محمد” إحدى ساكنات المخيم.

وتتابع: “نحتاج مواد تنظيف، ومعقمات لحماية أطفالنا من كورونا” كما يفتقر المخيم لدورات مياه، وطرقات لا بأس بها حتى يمكننا التنقل”.

ومع تردي الواقع المعيشي، والخدمي لسكان مخيمات شمال إدلب يتخوف المهجرون من تفشي الأوبئة، وخاصةً مع انتشار كورونا المستجد عالمياً وسط ضعف في الاستجابة الإنسانية للمخيمات لمكافحة وصول الفيروس إلى مجتمعاتهم التي تفتقر إلى أدنى مقومات العيش.