لكل السوريين

بدلا من محاربة الفساد التعليمي.. الحكومة تحدث جامعة جديدة في حماة، وطلاب ينتقدون الواقع التعليمي!

حماة/ جمانة خالد 

انتقد طلبة من جامعة حماة، وسط سوريا، إقدام الحكومة على إحداث جامعة جديدة في المدينة، معتبرين أن الاهتمام بالواقع التعليمي كان سيساهم بشكل كبير في حل المشكلة، لافتين إلى أن تشييد الجامعات في ظل الفساد المستشري في الجامعات سيكون جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل.

وفي الوقت الذي تشهد فيه سوريا تراجع جودة التعليم، خلال السنوات الماضية بشكل حادّ، والإهمال الكبير من قبل الحكومة مع الملف، أعلن رئيس مجلس الوزراء، حسين عرنوس، بشكل مفاجئ، تطبيق المرسوم، إطلاق مشروع لتأسيس جامعة جديدة في محافظة حماة.

ووضع عرنوس حجر الأساس لمشروع موقع عام جامعة حماة الجديد “بمرحلته الأولى” والواقع بمحاذاة الأوتستراد الدولي دمشق- حلب مقابل ضاحية الوفاء السكنية، والعائد لوزارة الأشغال العامة والإسكان وتنفذه الشركة العامة للطرق والجسور فرع حماة.

وتفتقد محافظة حماة لوجود أي جامعة ويضطر طلابها للتوجه إلى جامعات في محافظات أخرى لإكمال تعليمهم العالي.

وتصل مدة عقد تنفيذ المشروع إلى 1000 يوم، والكلفة التقديرية إلى نحو 13 مليار ليرة سورية، بحسب ما أعلن، ويتضمن المشروع تنفيذ أعمال بنى تحتية تشمل نفقاً إنشائياً وآخر معمارياً، ومراكز تحويل وأعمالاً طرقية وأعمال صرف صحي ومطري ومتممات أخرى للجامعة.

ولم تُحدد الحكومة الكليات التي تتضمنها الجامعة وشموليتها وسط تشكيك في إمكانية تنفيذ المشروع خلال الفترة المعلنة بسبب العجز المالي الذي تعاني منه سورية في الوقت الراهن.

وقال حسان، طالب في جامعة حماة، إن “لو أقدموا على تحسين الواقع التعليمي سواء في الجامعات أو في المدارس لكان أفضل من تشييد الجامعات الجديدة، حيث أن تشييد الجامعات لن يحل قضية الفساد المستشري، بل على العكس سيزيد الطين بلة”.

ويأتي إعلان الحكومة السورية عن إنشاء الجامعة في ظل تردي القطاع التعليمي، وشكاوى من إهمال حكومي للمؤسسات التعليمية وترميم المدارس المدمرة، والجامعات القديمة.

ووفق موقع التصنيف العالمي للجامعات “webometrics” احتلت جامعة دمشق المرتبة 3429 عالمياً والمرتبة الأولى في سورية، وجاءت جامعة تشرين في محافظة اللاذقية بالمرتبة الثانية على سورية والمرتبة 4980 عالمياً.

أما المرتبة الثالثة على مستوى سورية، فكانت من نصيب جامعة حلب التي احتلت المرتبة 4980 عالمياً. وحلّ “المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا” في المرتبة 6342 عالمياً والمرتبة الرابعة محلياً، والمرتبة الخامسة سورياً كانت لجامعة “البعث” التي جاءت في المرتبة 6601 عالمياً.

وخلال السنوات الأخيرة انتقدت وسائل إعلام، الفساد المستشري في الجامعات الحكومية، كان آخرها إحالة جامعة الفرات الحكومية ثلاثة أساتذة جامعيين من أعضاء هيئتها التدريسية إلى مجلس التأديب بسبب مخالفات وعمليات فساد مالي وابتزاز جنسي ارتكبوها أثناء عملهم، بعدما ظهرت وثائق وفيديوهات على صفحات وسائل التواصل أجبرت الجامعة على الاعتراف بذلك والإعلان عن اتخاذ تلك الإجراءات.

وبسبب بناء الجامعة المنشودة وتوسعتها لتشمل ما جاء في المرسوم، هُجر كثيرون من أبناء الأحياء الشعبية في المنطقة التي من المحتمل أن تُقام فيها الجامعة، في الوقت الذي تشهد فيه مدينة حماة كثافة سكانية وارتفاع في أجور المنازل، في ظل تراجع المستوى المعيشي على عموم سورية.