لكل السوريين

مقترح هدنة جديدة في غزة.. هل تصمد في ظل انعدام الثقة بين الجانبين

أعلن الرئيس الأميركي أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستين يوماً في غزة، وأشار إلى ضرورة بذل الجهود خلالها لإنهاء هذه الحرب.

وتعتبر الهدنة التي اقترحها ترامب غير مسبوقة من حيث الطول، مما يعكس رغبة دولية في خلق مساحة زمنية كافية للتوصل إلى اتفاق دائم، لكنها تضع تحديات كبيرة أمام الأطراف في ظل تراكم انعدام الثقة نتيجة عدم جدية نتنياهو في إنهاء الحرب إنهاء تاماً، في مسعى منه لخدمة مصالحه السياسية، والتهرب من المحاكمة في إسرائيل وخارجها.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” شهد توتراً كبيراً بشأن الخطوات المقبلة في غزة في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ونقلت قناة 13 الإسرائيلية عن مصدر مطلع، أن رئيس الأركان إيال زامير أبلغ نتنياهو والمشاركين في الاجتماع بحدة، بأن “الجيش الإسرائيلي لا يستطيع السيطرة على مليوني فلسطيني في القطاع”.

وذكر المصدر أن نتنياهو صرخ في وجه زامير قائلا إن “حصار غزة ناجع، لأن احتلالها بالكامل يعرّض الجنود والرهائن للخطر”.

موافقة إسرائيل مشروطة

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي أن بلاده وافقت على المقترح الأميركي، وأشار إلى أن “أغلبية كبيرة في الحكومة والشعب تؤيد خطة إطلاق سراح الأسرى ويجب عدم تفويت الفرصة”، وشدد على أن إسرائيل “لن تنهي الحرب إلّا بعد نزع سلاح حركة حماس وتفكيكها”.

كما ذكرت قناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن حكومة نتنياهو “مستعدة للنظر في صِيَغ لم تكن مستعدة لقبولها في السابق”، خاصة فيما يتعلق بتقديم ضمانات بأن بدء الصفقة سيؤدي إلى إنهاء الحرب.

ومن جهة أخرى، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي قوله “إذا لم يكن هناك تحرك نحو صفقة، فلن يكون لدينا خيار آخر، وسيتحول كل شيء في غزة إلى رماد”.

وحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن نتنياهو طلب من ترامب ضمانات واضحة بأن الولايات المتحدة ستدعم استئناف الحرب على غزة إذا لم يتم نزع سلاح حركة حماس خلال فترة الهدنة المقترحة، ولكن ترامب لم يمنح نتنياهو رداً واضحاً بهذا الشأن، وفقاً للتقارير.

اتفاق يضمن إنهاء العدوان

أعلنت حركة حماس أنها تدرس مقترحات وصلت إليها من الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأكدت الحركة استعدادها للنظر في أي اتفاق يتضمن وقفاً شاملاً للحرب، وإفراجاً متبادلاً للأسرى، وانسحاب الاحتلال من القطاع، مع ضمانات دولية بعدم استئناف العدوان.

وقالت الحركة إنها تتعامل بمسؤولية عالية، وتجري مشاورات وطنية لمناقشة مقترحات جديدة تلقتها من الوسطاء، من أجل الوصول إلى اتفاق يضمن إنهاء العدوان، وتحقيق الانسحاب، وتقديم الإغاثة بشكل عاجل لقطاع غزة، وخاصة لمستشفياته ومراكزه الصحية، ولمعظم سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة والنازحين أكثر من مرة شمالاً وجنوباً، ويعانون من حرب إبادة متواصلة، في ظل حصار خانق وقصف مستمر وتجويع متعمد وتهديد أميركي، حيث دعا الرئيس ترامب الحركة إلى قبول المقترح، وحذّر من “أن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا” إذا رفضت المقترح.

وأوضحت الحركة أن الوسطاء يبذلون جهوداً مكثفة من أجل “جسر الهوة بين الأطراف، والوصول إلى اتفاق إطار، وبدء جولة مفاوضات جادة”.

مطالب حركة حماس

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن مصادر مطلعة، إن حركة حماس ما زالت تصر على ثلاثة مطالب أساسية لتعديل بنود الاتفاق.

وذكرت أن المطلب الأول يتعلق بالعودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق الذي ترى المصادر أنه يتيح لحماس استعادة جزء من السيطرة على دخول البضائع إلى قطاع غزة.

ويتعلق المطلب الثاني بما سيحدث بعد انقضاء فترة الستين يوماً من وقف إطلاق النار، فبينما ترى إسرائيل أن انتهاء المدة دون اتفاق يسمح باستئناف القتال، تصرّ حركة حماس على تمديد وقف إطلاق النار حتى من دون اتفاق نهائي، وفق ما أورده المصدر.

ويركز المطلب الثالث على خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي قطاع غزة، إذ تطالب حماس بانسحاب من المناطق التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع.

ومن جهة أخرى، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الصعوبة في مواصلة المحادثات ستكون بشأن خريطة انسحاب قوات الجيش من القطاع.

حيث تطالب حماس بانسحاب كامل، بينما تريد إسرائيل الإبقاء على محور موراغ وكل المناطق الواقعة جنوبه.

يذكر أن حركة حماس أكدت مراراً استعدادها لإطلاق الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة” مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة تعجيزية، ويرغب في صفقات جزئية تضمن له استئناف هذه الحرب.

- Advertisement -

- Advertisement -