لكل السوريين

شارع القوتلي… الناجي الوحيد بعد عاصفة الحداثة

السوري/الرقة- يعتبر شارع القوتلي من أهم الشوارع الموجودة في مدينة الرقة، ومحلاته التجارية البالغ عددها أكثر من 2200 محل لا يزال الشارع محط للكثير من الحرفيِّين في مدينة الرقة البالغ عمره أكثر من 100 عام.

يعتبر القوتلي من أقدم الشوارع المتواجدة في الرقة من ناحية العمر، وأشكاله العمرانية التي لها طابع خاص عند أهالي الرقة، ويصل طول الشارع إلى 3 كم، وهو مقصد لآلاف الأهالي ويمارس فيه الكثير من أصحاب المحلات التجارية أعمالهم التي ورثوها عن آباءهم.

يبتدئ الشارع من باب بغداد الأثري حتى دوار الساعة وسط المدينة كما يعتبر الشريان الرئيس الاقتصادي للمدينة كون الحركة الاقتصادية فيه نشطة أكثر من بقية الأسواق، ويشهد ازدحاماً وهو الشارع الوحيد المتعارف عليه عند أهالي المدينة من حيث جودة العمل، وأسعاره المناسبة شارع شعبي (السوق الشرقي) الأكثر شعبية في المدينة.

التقت صحيفتنا مع أحد أصاحب المحال التجارية يدعى أحمد الخليل تحدث قائلاً: “أنا أعمل في هذا الشارع أكثر من 20 سنة، وأبيع الأعشاب الطبية، والعطورات، والبهارات الطبيعية التي أصنعها منذ 20 عاماً كما أعمل في خلط الأعشاب الطبيعية، واستخلاص المادة العلاجية  /الطب البديل/ التي تستخدم في الحالات المرضية المستعصية”.

أيضًا التقينا مع أحد أصحاب المحال الذي يصنع الأدوات الزراعية يدعى محمود الحموي تحدث قائلاً عن مهنته: “والدي هي الحدادة، وصنع الأدوات الزراعية منذ أكثر من 30 سنة، وأنا الآن أتابع مسيرة أبي في هذه المهنة أعمل في صنع الأدوات الزراعية أدوات نجارة الباتون بعد وفاة والدي، وأنا اليوم مسرور حيث بتُّ معروفًا في السوق، ولدى المزارعين بمدينة الرقة”.

والجدير ذكره في السنوات الأخيرة راحت الصبغة العصرية تفرض نفسها بقوة على كافة أسواق، وشوارع مدينة الابتداء من الديكورات الحديثة التي تزين غالبية المحلات، وانتهاءً بالطرق المميزة لعرض البضائع فيما بقي أعرق شارع في المدينة، وهو شارع القوتلي على سابق عهده، ولم تستطع رياح الحداثة، والمعاصرة أن تغير من أمره شيئاً، وبقيت رائحة الرقة القديمة تفوح من كل زاوية فيه.

تقرير/ محمود الأحمد