لكل السوريين

بلا طعام بقي أبنائها الأربعة بعد أن هربت بهم

السوري/دمشق- لم تكن أسماء بنت الثلاثة، والثلاثين ربيعًا تتوقع أن تجد نفسها تخوض مغامرة الحياة بهذه القسوة، المرارة سيما، وأنها كانت قد اعتادت على حياة أكثر رفاهية بحسب ما ترويه.

التقى مراسلنا بأسماء النازحة من ريف إدلب، والتي تمكث منذ ما يقارب العام، والنَّيف في حي التضامن الدمشقي برفقة أولادها الأربع.

هاربةٌ خوفًا على أبنائها من أعمامهم

حيث راحت تقص حكايتها قائلةً: “أنا من جسر الشغور بريف إدلب نزحت منذ ٥ أعوام منها، وأخوَيَّ الاثنان ضباط في صفوف الجيش السوري قتلا قبل ٩ أشهر في إدلب، وسبقهم زوجي بأربعة سنوات.

وتضيف اضطررت للنزوح بعد أنْ أقدم عناصر جهة النصرة على اعتقالي عدة مرات لرفض زوجي الانشقاق عن الجيش، والمفارقة في الأمر هي أنَّ من يهددني هم أعمام أولادي.. نعم إخوة زوجي.

لا مأكل، ولا مأوىً

وعن وضعها المعيشي حاليًا تقول أسماء بحسرة، وألم نابع من صميم شابة شابت بها قبل المشيب: “أقمت في الحجر الأسود لمدة ٦ أشهر، ولكن المرتزقة قد سيطروا على الحي فاتجهت صوب المعظميَّة، وسقطت هي الأخرى تحت سيطرتهم فأيقنت أنَّ أحياء العاصمة ستكون المكان الأكثر أمنًا بالنسبة لي، ولأطفالي اليتامى.

وأدى ارتفاع الأسعار في عموم سوريا إلى تأزم وضع أسماء فقد كانت تطعم أطفالها من الحاويات التي لم تعد تشبع القطط قبل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فبماذا ستسد رمق أطفالها اليوم.

وعن مسكنها حاليًّا تقول اسكن في ملحق بيتٍ أرضي لا سقف له، حيث أن الملحق بحسب صاحبه وقعت عليه قذيفة عشوائية كان مصدرها داريَّا التي استعادت قوات الحكومة السيطرة عليها بعد اتفاق بين الروس، والأتراك.

أسماء التي رفضت الإفصاح عن اسمها الحقيقي خشية أن يتأذى أهلها الباقون في إدلب تمنَّت في ختام حديثها أن تنتهي الأزمة السورية بأقرب وقت، وأن يعم السلام، ويتوقف حمَّام الدم.

تقرير/ سعد ناصر