لكل السوريين

تدمير المخزون من الأسلحة الكيماوية.. هل ينهي خطرها فعلاً

أعلنت الولايات المتحدة التخلص من أسلحتها الكيماوية، وقام فريق من المتخصص بتفكيك وتدمير آخر مخزونها من هذه الأسلحة التي تحتوي على غازات قاتلة منذ سبعين عاماً.

حيث تم تفكيكها وإدخالها في فرن خاص لتخرج بعدها كقطعة خردة خاملة.

وحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد كان المخزون الأمريكي من الأسلحة الكيميائية الذي تراكم على مدى عقود مروعاً في حجمه، حيث يضم قنابل عنقودية وألغاماً أرضية مليئة بغاز الأعصاب وقذائف مدفعية تغطي غابات بالغاز السام، وسموماً سائلة يمكن حملها ورشها عبر الجو بالطائرات.

وبعد إعلان واشنطن عن تدمير آخر ما تملكه من هذه الأسلحة، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن كل المخزونات المصرح عنها “تم تدميرها بشكل لا رجعة فيه”.

واعتبر المدير العام للمنظمة، في بيان “إنجاز تدمير كل المخزونات المصرح عنها من الأسلحة الكيماوية هي محطة مهمة”.

لكن المنظمة حذّرت من أن “استخدام هذه الأسلحة في الأعوام الماضية، يعني أن على العالم البقاء يقظاً حيال انتشارها”، وشددت على استمرار جهودها للحيلولة دون عودتها.

ومع أنه تم تصنيف هذه الأسلحة بأنها “غير إنسانية” منذ الحرب العالمية الأولى، ولكن الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى استمرت في تطويرها وتكديسها بكميات مرعبة.

بروتوكول جنيف

منذ بداية القرن الماضي جرت محاولات عديدة لحظر الأسلحة الكيميائية، وتم تحريم استخدامها في اتفاقيتي لاهاي 1899 و1907، ومع ذلك شهدت الحرب العالمية الأولى استخدامها على نطاق واسع.

وبدأ سباق التسلح الكيميائي بين المملكة المتحدة وروسيا والإمبراطورية النمساوية والولايات المتحدة وإيطاليا، ثم انضمت فرنسا وألمانيا إلى هذا السباق واستخدام الأسلحة الكيميائية.

واستمرت جهود حظر استخدام هذه الأسلحة، وتم توقيع بروتوكول “حظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات والوسائل البكتريولوجية” في جنيف بسويسرا في السابع عشر من شهر حزيران عام 1925، ودخل حيز التنفيذ في الثامن من شهر شباط عام 1928، وسجل في عصبة الأمم ضمن سلسلة المعاهدات يوم السابع من شهر أيلول عام 1929.

ونصّ البروتوكول على حظر استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاعات المسلحة الدولية، ولكنه لم يتطرق إلى إنتاج أو تخزين أو نقل هذه المواد.

ورغم ذلك، استخدمت إيطاليا غاز الخردل ضد إمبراطورية إثيوبيا في عام 1935، واستخدمت اليابان الأسلحة الكيميائية ضد الصين في الحرب اليابانية الصينية الثانية.

ومع بداية الحرب الباردة، تعاونت بريطانيا مع الولايات المتحدة في تطوير الأسلحة الكيميائية، وكان الاتحاد السوفياتي يطور ويكثّف إنتاج الأسلحة الكيميائية بسرية تامة.

اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية

من أجل إعادة التأكيد على مبادئ بروتوكول جنيف، ورغبة في الإسهام بتحقيق أهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها, وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أدانت جميع الأفعال المنافية للمبادئ والأهداف الواردة في البروتوكول، تم التوقيع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في باريس في اليوم الثالث عشر من كانون الثاني عام 1993.

وجاء في مقدمتها، إن الدول الأطراف وقعت هذه الاتفاقية تصميماً منها على العمل من أجل إحراز تقدم فعال نحو نزع السلاح العام والكامل في ظل رقابة دولية صارمة وفعالة, بما في ذلك حظر وإزالة جميع أنواع أسلحة التدمير الشامل.

وحسب مادتها الأولى، تعهدت الدول الموقعة على الاتفاقية بعدم إنتاج الأسلحة الكيميائية أو استخدامها أو تخزينها أو نقلها إلى أي مكان، أو مساعدة أو تشجيع أو حث أي كان بأي طريقة على القيام بأنشطة محظورة على الدول الأطراف بموجب هذه الاتفاقية.

كما تعهدت بتدمير الأسلحة الكيميائية التي تملكها والتي خلفتها في أراضي أي دولة أخرى.

وتدمير مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية تمتلكها أو تكون في حيازتها أو تكون قائمة في أي مكان يخضع لولايتها أو سيطرتها, وفقاً لأحكام هذه الاتفاقية.

وتم إيداع نسخ من هذه الاتفاقية باللغة الإسبانية والإنكليزية والروسية والصينية والعربية والفرنسية, لدى الأمين العام للأمم المتحدة.