لكل السوريين

رحلة بين قطاف الزيتون وعصره.. وموجة الغلاء

السوري/ طرطوس ـ اللاذقية ـ توجه عدد كبير من المزارعين في الساحل السوري إلى قطاف محصول الزيتون، هذا الموسم الذي يبحث عن المزيد من الدعم والاهتمام.

ولقطاف الزيتون طقوسه وأهمّها (الزوّادة) التي تكون شهية ولو اقتصرت على البطاطا المسلوقة، ومن طقوسه أيضاً (المتة أو الشاي على الحطب).

الشهر العاشر من كل عام هو شهر جني موسم الزيتون وحصاد تعب فلاح بسيط كان جُل اهتمامه طوال الفصول الأربعة هو تقديم الخدمات العديدة والعناية لتلك الشجرة التي تعطي أكثر مما تأخذ، وهي رفيقة أغلب الأشجار الحراجية والمثمرة، تثمر وتعطي خيراتها في جميع الأراضي والجبال.

غير أن عملية جني المحصول ليست بالسهلة فهي شاقة ومضنية جداً لكن انتشار الناس في البرية والجميع في أراض متجاورة هذا يعطي النفوس الكثير من الأمل والاطمئنان وبالتالي يُنسي العمال مشقة الجني والعمل على مدار النهار، وتنتشر زراعة الزيتون على طول الساحل السوري وفي جباله وهضابه.

أبو جعفر في أواسط العقد الخامس، أستاذ فيزياء وكيمياء، معروف بمدينة جبلة وريفها، استعان بورشة لقطاف الزيتون، ومرافقتهم طيلة النهار، وهو يجلس يتناول المتة، في ظل أحد الأشجار مع أحد الأصدقاء – الذين يتناوبون على مرافقته – وبعد مماحكات استمرت أكثر من ساعة استطعنا ان نحصل منه على بعض التصريحات، وفقا لما يلي:

وقال أبو جعفر “الزيتون شجرة حراجية تكتفي من العناية بعمليات تقليم متواضعة ويفضل أثناء جني المحصول وإذا أمكن حراثة ما حولها لتهوية تربتها وقتل الأعشاب الطفيلية والقيام بحرق نباتات الأشواك التي تعيق عمّال القطاف، ما يعيق عملنا ويدفعنا للتراجع عن الاهتمام به أكثر هو ارتفاع تكاليفه، وانخفاض انتاجه قياسا بالأعوام السابقة”.

بدوره، خالد س، مواطن من ريف طرطوس، قال “أعمل أنا وعائلتي في قطاف الزيتون، على شكل ورشة صغيرة، أجرتنا بين الـ 13 ـ 15 ألف ليرة سورية، وعملنا 8 ساعات فقط”.

وأضاف “هذا عمل شاق، وبالنسبة لنا يعد موسما، ولا يمكننا الاستغناء عنه، والكثير من ممتهني قطاف الزيتون يأتون من مناطق سورية أخرى للعمل في بساتين الساحل، ونستطيع من خلاله تأمين قوت الشتاء كلّه، ولكن ومع انخفاض الليرة السورية باتت اليومية غير كافية لنا”.

وتعد بساتين الساحل السوري من أكثر المناطق السورية احتواء على أشجار الزيتون، وتأتي محافظة إدلب في المستوى الثاني من ناحية زراعة الزيتون.

وأدت الحرب التي تدور في سوريا إلى خسارة عديد المزارعين لبساتينهم، وانعكس ذلك على مستوى سوريا التي كانت تعد من أوائل البلدان الإقليمية زراعة للزيتون وإنتاجا له.

وساهمت الحرائق التي اندلعت مؤخرا في سوريا، وضربت بأكثرها الساحل السوري إلى حرق عدد من البساتين، وامتدت حتى وصلت سهل الغاب بريف حماة.

تقرير/ أ ـ ن