لكل السوريين

مزارعو ريف الرقة… تكاليف الزراعة باهظة ومطالب بدعم القطاع الزراعي

السوري/ الرقة اتجه العديد من مزارعي الريف الشمالي للرقة لزراعة عدد من الأصناف الزراعية، وذلك بسبب قلة التكاليف التي تصرف على هذه الأنواع مقارنة مع الزراعات التقليدية التي يشتهر بها ريف الرقة كمحصول القطن والذرة الصفراء، وطالب المزارعون بضرورة دعمهم للاستمرار في الإنتاج الزراعي لهذا العام.

ويشتهر الريف الشمالي للرقة بشكل عام بزراعة محاصيل صيفية متنوعة كالقطن والذرة الصفراء والخضروات بأنواعها، ولكن هذه الزراعات تحتاج إلى كمية كبيرة من الأسمدة والمبيدات والتكاليف الأخرى الموازية لإنجاح الإنتاج الزراعي، في حين يعاني المزارع من تبعات انهيار العملة السورية مقابل الدولار الأميركي الذي يحدد أسعار الأسمدة والأدوية الزراعية.

في حين يفاضل المزارع بين المصروف المخصص للدعم الزراعي لأرضه، وبين المصروف المخصص لإعالة اسرته، حيث يجد صعوبة في إحداث توازن بينهما، وسط مخاوف من خسارة الموسم الزراعي، الذي يحتاجه لإعالة اسرته، وصرف مدخراته، والمجهود المجاني للعمل الزراعي الذي يذهب أحياناً سدا بسبب تعرضه للخسارة، أو انخفاض أسعار المحاصيل في وقت الموسم، وتحكم التجار بأسعارها.

التكاليف الباهظة دفعت لزراعات بديلة

صحيفتنا أجرت لقاءات مع مزارعين في الريف الشمالي للرقة حيث يقول المزارع شواخ العلي:” بأن عدم القدرة على تأمين متطلبات الزراعة من أسمدة ويد عاملة وبذور وفلاحة، اضطرته إلى زراعة (جبس البذر)، وإلى زراعة محصول السمسم الذي لا يتطلب الكثير من الأسمدة، أو الأيدي العاملة التي أصبحت باهظة”.

وأضاف العلي” عزفنا خلال هذا الموسم لزراعة محصول القطن لأن المصاريف التي يتطلبها هذا المحصول باهظة للغاية، حيث يحتاج الدونم الواحد إلى مبلغ يقارب الـ (200000) ليرة سورية، لإنجاح هذا الموسم، في حين أن تكاليف دونم (جبس البذر) تقارب الـ (25000)”.

وبينَّ المزارع العلي” إن مثل هذه الزراعات التكثيفية تؤمن مردود مادي جيد للمزارعين، وتتناسب مع التكاليف المنخفضة التي تحقق نوعاً ما من الربحية بقدر مناسب من التكاليف التي يصرفها المزارع على الأرض الزراعية المستثمرة”.

زراعات بديلة للموسم الزراعي الشتوي

بدوره أكد المزارع عمر الحسين العكلة على أن الموسم الصيفي لهذا العام لم يكن موفقاً بسبب ارتفاع تكاليف الأسمدة المواد والبذور، لذلك دُفع الى التخطيط لزراعات أخرى، لا تحتاج إلى تكاليف مرتفعة كموسم القمح، إلى جانب زراعات أخرى، وسيتجه إلى زراعة محصول الفول، أو أي نوع أخر من البقوليات كالعدس.

وأردف” حيث أن هذه الزراعات لا تحتاج إلى الأسمدة، وتغني التربة الزراعية بعنصر الأزوت، وتناسب أغلب أنواع الترب الموجودة في المنطقة، إلى جانب أنها لا تحتاج الى أيدي عاملة، وإن تطلب الأمر فيكون ذلك بشكل محدود للغاية”.

وطالب كل من المزارعيَّن الجهات المعنية واللجان الزراعية دعم المزارعين ليتسنى لهم الاستمرار في زراعة المحاصيل الزراعية التي من شأنها، رفد اقتصاد المنطقة بالمحاصيل الزراعية، وتأمين الاكتفاء الذاتي للمنطقة.

تقرير/ صالح إسماعيل