اللاذقية/ سلاف العلي
في مشهد أصبح مألوف، ظهر القرش الأزرق أمام إحدى المسامك في سوق السمك بمدينة جبلة، ليتجمع المارة حوله متسائلين عن نوعه وماهيته ومدى خطورة وجود مثل هذه الأنواع من سمك القرش في مياهنا.
السيد الصياد خالد أكد أن السمكة علقت بشباك الصيادين المؤلفة من عدة زوارق، ولم يكن أمامهم إلا أن يتركوا كل الأسماك الموجودة بالشباك أو إخراجها ككل، وأضاف: لم يكن الصيادون يعلمون أن هذه السمكة غير نافعة او نافعة اقتصاديا بسبب سماكتها، واعتبروها غنيمة كبيرة بسبب جهلهم بهذا النوع، وفي مشهد لم يعد جديدا على اصطياد أنواع غريبة من الأسماك، تمكن أحد صيادي مدينة جبلة من اصطياد سمكة قرش أبيض كبيرة، حيث تم بيعها في ساحة السمك وسط تجمهر عدد من الأشخاص الذين سعوا لرؤية القرش الأبيض.
عبر الصياد أبو منير عن سعادته عندما رأى القرش الأبيض بين أنواع أخرى من الأسماك في شباكه التي كان قد طرحها في البحر بانتظار غلة اليوم، مشيرا إلى أن وزن القرش الأبيض يقدر بنحو 70 كغ، وقد باعه في المزاد العلني الذي جرى في سوق السمك حيث بلغ سعر الكيلو 4 آلاف ليرة خلال المزاد، وأن اصطياد أسماك القرش من قبل الصيادين هو ليس بالأمر السهل فهو يحتاج إلى عدة مخصصة من الشباك وتوابعها من أدوات الصيد نظرا لضخامة حجمها وشراستها خلال وجودها في البحر، وروى تفاصيل عملية الصيد وقال: عند وقت الخروج للصيد فجرا، أبحر أربعة صيادين بالمركب، وعندما الابتعاد عن شاطئ مدينة جبلة مسافة بضعة أميال، تم رمي شبكة الصيد التحويق في البحر، لصيد الأسماك المهاجرة بشكل مجموعات كبيرة، أو ما يعرف بأسراب السمك كالسردين، وبعد مرور ساعة تقريبا، شعرنا بهزة في القارب وكأنه ارتطم بصخرة، ليتبين لنا أن سمكة القمر قد ارتطمت بالقارب، بعد أن دخلت الشبكة وهي تطارد الأسماك الصغيرة، حاولت السمكة كثيرا الإفلات من الشبكة ومعاودة الاصطدام بالقارب مرات عدة، حبس أنفاس، وكأنها مغامرة جنونية نعيشها وسط البحر في معركة عض أصابع بيننا وبين السمكة العملاقة التي يتجاوز وزنها 1000 كيلو غرام، وبسبب وزنها الكبير، لم يتم رفعها إلى القارب، فتم سحب الشبكة إلى الميناء وهناك تم العمل على ربط الشباك بالرافعة وسحبها من المياه.
الأستاذة في علم الأسماك بكلية الزراعة في جامعة تشرين الدكتورة رحاب أكدت أن هذا النوع من القرش يطلق عليه تسمية القرش الأزرق، وهو نوع موجود في المياه السورية منذ عام 2003، وتم اصطياده عشرات المرات من قبل الصيادين منذ ذلك الوقت، وبينت أن وزن القرش المصطاد يبلغ 80 كيلو غرام بطول 225 سم، وهو حجم طبيعي لمثل هذه الأنواع المعروفة من أسماك القرش، والتي توجد في مياهنا بأعداد قليلة، وأشارت إلى أن هذا النوع يعد من الأنواع الشرسة، خاصة عندما تقع في المصيدة، لكن الصيادين لديهم خبرة في الصيد، ولديهم تجارب في اصطياد مثل هذه الأنواع من أسماك القرش، وأضافت: هذا النوع من سمك القرش، لا يشكل خطورة على المصطافين والسباحين، باعتباره لا يقترب من الشواطئ وإنما يعيش في عمق البحر، مؤكدة أن لحم القرش الأزرق مستساغ ومذاقه طيب.
صاحب المسمكة الذي رسا عليه مزاد بيع القرش الأزرق المصطاد، السيد أسامة أوضح: أنه أمر طبيعي وغير مستغرب أن يتم اصطياد سمك قرش بأحجام كبيرة، لكن اللافت في اصطياد القرش الأزرق اليوم بوزن 80 كيلو غرام، هو أن هذا النوع يتم اصطياده لأول مرة بهذا الحجم، واكد أنه سابقا تم اصطياده بأحجام تتراوح بين 30- 50 كيلو غرام، وبين أسامة: أنه قام بتشافيه سمكة القرش الأزرق وتقطيعها إلى شرائح لبيعها في السوق، مؤكدا أن لحم القرش يلاقي طلبا كبيرا من الزبائن بسبب مذاقه الطيب.