لكل السوريين

هل يحقق نادي الفرات احلام كرة قدم الرقة بالصعود للدوري الممتاز

تقرير/ حسين هلال

تنفرد محافظة الرقة من بين كل المحافظات السورية بانها الوحيدة التي يصعد منها ناد الى الدرجة الممتازة, رغم ان تاريخ ممارسة اللعبة قديم منذ بداية 1940 ضمن فرق الاحياء الشعبية, وظلت على هذه الحالة حتى بداية الستينات عندما تم تأسيس ناديي الفرات والشباب, وبعدها انضم لهما عدد من الاندية في الطبقة وتل ابيض ومعدان إضافة إلى الاندية الريفية التي بلغت في مرحلة ما بما يقارب 15 ناديا موزعين بكافة انحاء الرقة.

وظلت جميع هذه الاندية فتره طويلة مستوطنة بالدرجة الثالثة منذ ان هبط نادي الشباب في موسع 1974, وبعدها جرت عدة محاولات لصعود احدها لكنها فشلت لغياب المستلزمات التي تحتاجها اللعبة من لاعبين اكفاء وكوادر تدريبية لا تملك امكانية لتطوير مستوى اللعبة ودفع عجلتها للأمام, إضافة الى قلة الملاعب وعدم جهوزيتها من الناحية الفنية والاهم من ذلك عدم الاهتمام باللعبة بشكل جدي من القيادات التي توالت على ادارة الرياضة بالرقة سواء في ادارات الاندية او الاتحاد الرياضي الذين انصب اهتمامهم على بعض الالعاب الأخرى, ومنها كرة اليد التي تعتبر  اللعبة الشعبية الاولي بالرقة وصاحبة الانتصارات والانجازات عبر الفوز ببطولات الدوري والكاس اكثر من كره من قبل ناديي الفرات والشباب, إضافة الى رفد المنتخب السوري بكم وافر من اللاعبين الذين برزوا بشكل لافت وتركوا بصمات كثيره في ميدان هذه اللعبة ليس في سورية فقط بل في عدد من الدول العربية وخاصة الخليجية ولازال بعضهم حتى الان يحقق الانتصارات والانجازات.

لكن حال كرة القدم لم يستمر كما كان سابقا بل شهدت اللعبة نشاطا ملحوظا وتطورا واضحا في بداية التسعينات, عندما نجح الناديان الفرات والشباب بالصعود  للدرجة الثانية ولم يكتفيا بذلك بل نجحا بالمنافسة على الصعود للدرجة الممتازة حيث تأهل الشباب مرتين للدور النهائي في مواسم 2007 / 2008 كذلك الفرات تأهل في موسم 2009.

لكن بعد اندلاع احداث الحرب توقف نشاط اللعبة بالرقة لفترة طويله بعدما هاجر معظم ابناء اللعبة من لاعبين ومدربين واداريين وتوزعوا في مختلف انحاء المعمورة.

وبعد استقرار الامور بعض الشيء استعادت اللعبة نشاطها في الناديين وشاركا في النشاط الرسمي للأندية السورية,  وكان حظ الفرات اوفر عندما تصدر بطولة المحافظة لفئة الشباب وشارك بالأدوار النهائية مع عدة اندية ضمن المجموعة الشمالية, ورغم الظروف الصعبة التي رافقت تحضير الفريق من عدم توفر الامكانيات المطلوبة من دعم مادي نتيجة عدم توفر السيولة المالية في صندوق النادي, وعوض ذلك قيام العديد من ابناء المحبين  بتقديم التبرعات والمكافئات والتجهيزات للفريق إضافة الى ان  الفريق لعب جميع مبارياته خارج ارضه مما ساهم في تكبده مصاريف باهضه, ورغم هذه الاجواء الصعبة نجح الفريق بتحقيق نتائج متميزة وانتصارات كثيرة, حيث تصدر مجموعته التي ضمت اندية التضامن، مورك، عمال حماه، عفرين، شرطة حماه, ولم يتعرض سوى الى خسارتين في كل المباريات ذهابا وايابا وتأهل حاليا للدور النهائي مع اندية الجزيرة والجهاد ومورك والفائز بالمركز الاول للدوري سيصعد للدوري الممتاز.

وسعيا لتحقيق هذا الحلم الذي يراود جميع محبي وابناء كرة القدم بالرقة منذ زمن بعيد تعمل ادارة النادي جاهدة بكل طاقاتها بتامين كافة المستلزمات لتمكين الفريق من مواصلة مشوار الانتصارات الذي بداه منذ انطلاقه الدوري.

والفرصة مواتيه لذلك بوجود كادر تدريبي كفؤ بقيادة الكابتن صالح الداوود ومساعده حمود الشيخ اللذان يبذلان جهود كبيرة لتحضير الفريق بالشكل اللائق, ومن ورائهم الادارة التي لم تقصر ابدا بل كانت داعما ومعالجا لكافة المنغصات التي تواجه اللعبة من كافة الجوانب, ويبقى على بعض الجهات الرسمية الأخرى القيام بواجبها ايضا لان الفريق يمثل محافظة الرقة ونجاحه بتحقيق الانتصارات والصعود للدوري الممتاز حدث غير مسبوق وسيسجل في تاريخ رياضة الرقة.

وبشكل عام يمكن القول ان الاجواء متهيئة لتحقيق هذا الانجاز الثمين وهناك مساحة كبيرة من التفاؤل نتيجة التزام اللاعبين واندفاعهم ورغبتهم بتحقيق هذا الهدف الذي ينتظره الجميع بفارق الصبر, فهل تنجح كرة قدم الفرات بتحقيق ذلك والجواب, بانتظار انطلاق الدوري النهائي خلال الاسبوع القادم.