لكل السوريين

اشتباكات وقتلى بالسويداء.. وبوادر مرحلة جديدة تظهر بالمحافظة

السويداء/ لطفي توفيق 

استهدف مجهولون مبنى قيادة شرطة السويداء ليلاً بقذيفة صاروخية انفجرت في محيطه دون وقوع إصابات، مما أدى إلى عودة استنفار القوى الأمنية في محيط المبنى وعلى سطحه.

وقبل أيام عاش سكان المدينة ساعات من التوتر والقلق على وقع أصوات إطلاق نار وانفجارات حول مبنى القيادة استمرت لما بعد منتصف الليل، حيث وقعت اشتباكات بين مسلحين من مدينة شهبا والقوى الأمنية المتحصنة بالمبنى.

وبدأت الأحداث بعد أن اعتقلت دورية أمنية أحد شباب المدينة في كراج العباسيين بدمشق، فتجمعت مجموعة من أصدقائه وأطلقوا النار في الهواء، ووجهوا دعوة للتجمع أمام مبنى المحافظة للمطالبة بإخلاء سبيله.

وقطعت مجموعة مسلحة من مدينة شهبا، مدخل مدينة السويداء الشمالي، في محاولة لاختطاف عناصر أمنية لاستبدالها به.

وشنت قوات الأمن هجوماً عنيفاً على المجموعة، ووقع تبادل إطلاق نار أسفر عن مقتل قائد المجموعة المسلحة، وإصابة ثلاثة أخرين من عناصرها، كما أصيب عنصر من قوات الأمن بجروح، وتضررت سيارات ومنازل في المنطقة نتيجة لإطلاق النار.

تفاقم الوضع

بعد انسحاب المجموعة المسلحة، انتشرت قوات من حفظ النظام والأمن بكثافة في مدخل المدينة الشمالي، وعلى الطرق الرئيسية فيها، وسيّرت دوريات في الطرقات المحيطة بمبنى المحافظة.

ومع حلول الظلام انسحبت القوات إلى مبنى قيادة الشرطة، وتمترس بعض عناصرها على أسطح المباني الحكومية القريبة منه.

وهاجمت مجموعات مسلحة مبنى القيادة بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، انتقاماً لمقتل قائد المجموعة المسلحة، ورمي جثته على قارعة الطريق.

وأسفرت المواجهات عن مقتل عنصر من الأمن السياسي وإصابة ضابط وعنصر أخر، وتسببت  بأضرار مادية في مبنى القيادة، وفي بعض المباني المدنية المجاورة له.

وتوقفت أصوات القذائف بعد منتصف الليل، واستمر الهدوء الحذر والترقب، تحسباً لتجدد الاشتباكات.

وتسربت أنباء عن اجتماع اللجنة الأمنية بالمحافظة، وورود برقية استنفار لجميع الوحدات الأمنية والعسكرية، وتعليمات بالتعامل الفوري مع أي هجوم على المراكز الأمنية.

بوادر مرحلة جديدة

منذ اجتماع اللجنة الأمنية بالمحافظة الشهر الماضي، ظهرت بوادر مرحلة جديدة في السويداء، حيث عززت قوى الأمن تواجدها من خلال استقدام 150 عنصراً من عناصر المهام الخاصة وحفظ النظام من دمشق، واتخذت قرارات بالتدخل الفوري والمباشر في الحوادث الأمنية.

وهذا ما اتضح في حادثتين سابقتين وقعتا قبل أسابيع قليلة في مشفى السويداء الوطني، وأسفرت عن اشتباكات مسلح مع فصائل محلية.

ومن جهتها، تحاول مجموعات محلية محسوبة على المخابرات العسكرية، مواجهة التغيير في التعاطي مع الحوادث الأمنية من طرف واحد.

ومازال الصراع يحدث على نطاق ضيق بين هذه المجموعات من جهة، وبين القوى التابعة لوزارة الداخلية من جهة أخرى.

ومازال الغموض يسيطر على المشهد، الذي ربما يعكس صراعاً تخوضه الأجهزة الأمنية فيما بينها على مناطق النفوذ.