لكل السوريين

تدني الوضع المعيشي منع المقيمين في إدلب من تقديم الأضاحي

إدلب/ عباس إدلبي

مع مرور الأيام وصعوبة المعيشة، في كل عيد يمضي تتقلص فرص الفقير بالذهاب للحج   أو في ذبح أضحيته. الفقر والتهجير والتشرد بالمخيمات سرقت بهجة العيد وحرمت ثمانون بالمئة من إحياء شعائر عيد الاضحى من ذبح أو حج، ودفعت المواطن ليلهث على أبواب المنظمات لينال قطعة لحم له ولعياله.

ومن خلال جولة استطلاعية في مخيمات اللاجئين على الحدود التركية، لاحظنا غياب تام لأي مظاهر فرح، وعلى العكس تماما قد لاحظنا كم هائل من اليأس والقهر والحزن ظهر على وجوه سكان تلك المخيمات، والذين عبروا عن شوقهم لقراهم ولقبور أحبتهم.

وقال أبو عمر، وهو نازح من بلدة جرجناز بريف إدلب الجنوبي إن “العيد كان له مكانة في قلوبنا، وكنا نمارس فيه الطقوس الدينية، وتبادل الزيارات، أما الآن فلم نعمل فيه أي شيء سوى البكاء”.

ويضيف “كنا صباح كل عيد نذهب للمساجد، ونزور بعدها المقابر، كان كل شيء جميل، لكن الآن لم نقدم الأضاحي بسبب تدني الوضع المعيشي، فالكل أصبح على باب الفقر الأسود، وهمنا الآن تأمين لقمة الخبز، وتأمل عدم حدوث رحلة نزوح جديدة”.

وعلى الرغم من انخفاض سعر الأغنام في الأسواق إلا أن الفقر الشديد الذي يعيشه سكان المخيمات منعهم بشكل كامل من تقديم أضاحي العيد.

وسجل سعر الخروف الذي يبلغ عمره 3 سنوات حوالي 700 ليرة تركية، أي ما يعادل 300 ألف ليرة سورية.

عائشة، محاضرة، في جامعة إدلب، قالت “الحزن الذي يخيم على المخيمات والنازحين في شمال غربي سوريا لم يجعل حتى أهالي إدلب يفرحون بالعيد، فحرب جديدة تلوح في الأفق، واحتمالية حدوث رحلة نزوح جديدة دفعت الكثير للعدول عن التفكير حتى في الاحتفال في العيد، إن كان في تقديم أضاحي أو في ممارسة الطقوس الأخرى”.

أما عن توزيع لحم الأضاحي على المواطن في المخيمات، فقد حدثنا السيد رامز وهو عضو المجلس المحلي في أحد المخيمات حيث قال “لقد طلبوا منا رفع أسماء لعدة منظمات لتوزيع لحم الأضاحي إلا أننا لم نحصل على شيء، مع غياب أي حالة دعم من أي جهة محلية أو إغاثية”.

ويضيف “عدد حالات ذبح الأضاحي من قبل سكان المخيمات لم تسجل أي حالة ذبح في المخيم بسبب الفقر وارتفاع ثمن الأضحية التي فاق ثمنها 300 دولار أمريكي، وهذا الرقم كبير جدا أسوة بمعدل دخل الفرد الشبه معدوم والمترافق بانعدام فرص العمل بشكل شبه كامل”.