لكل السوريين

لم يصل مازوت التدفئة إلى أهالي بعض القرى والمدن في ريف طرطوس.. محسوبيات أم نقص كميات؟

تقرير/ أ ـ ن

تسير عملية توزيع مازوت التدفئة في محافظة طرطوس وريفها، وهناك الكثير من المواطنين، سواء في الريف أو المدينة، لم يستلموا مخصصاتهم من المادة حتى تاريخه، لم تنته محافظة طرطوس من توزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة حتى اليوم، والذي بدأ في أيلول 2023، إذ بين البعض منهم أنهم ينتظرون وصول دورهم قبل ان ينتهي الشتاء، ويتمنون ألا يكون نصيبهم كما كان في العام الماضي، حيث استلموا جزءا من مخصصاتهم بعد انتهاء فصل الشتاء.

السيد أبو عمران مدير المدرسة الابتدائية في قرية اوبين بريف بانياس أعلمنا: وصلنا إلى المربعانية وهنالك قرى كثيرة في ريف بانياس لم يستلم الأهالي مخصصاتهم من المازوت، وليس باستطاعتهم شراء المازوت من السوق السوداء، فقد أرهقوا ماديا من تجهيزات المدارس وبعض المؤونة الضرورية، فما زال الكثير من أسر القرى الجبلية القريبة من الساحل ومنها قرى بانياس مثل قرية بعمرائيل والزلو وفارش وكعبية وبارمايا لم يحصلوا حتى الآن على مخصصاتهم من المازوت، وكذلك لم يتم توزيع ليتر واحد ضمن مدينتي بانياس وطرطوس بعد، وهنا يتساءل المواطنون متى سنحصل على مخصصاتنا، ونحن اليوم بأمس الحاجة إليها وخاصة في المساء، فلا نستطيع البقاء دون مصدر للدفء وخاصة في ظل غياب الكهرباء والغاز وغلاء أسعار الحطب والتمز والفحم.

السيد الياس وهو من قرية الروضة القريبة من الساحل، وموظف في مبنى محافظة طرطوس ، أوضح لنا: أن مادة المازوت ليست متوفرة بكثرة وقلة المخصصات تضعف وتيرة توزيع مازوت التدفئة في طرطوس، ويرد إلى المحافظة ما بين طلب الى طلبين يوميا، وأشار إلى أن المحافظة مستمرة بتوزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة، لكنهم يسيرون ببطء شديد،  وعملية توزيع المخصصات بدأت من المناطق الجبلية الأكثر برودة، ويستمر التوزيع في مدن صافيتا والقدموس والشيخ بدر والدريكيش، حيث استلم معظم أهالي القرى التي تبعد عن مركز المحافظة بمسافة 25-30 كم مخصصاتهم من المازوت والبالغة 50 ليترا للأسرة، وبلغت نسبة التوزيع حوالي 40 بالمئة، وبلغت نسبة التوزيع بريف بانياس حوالي 25بالمئة، وأضاف بأن التوزيع لم يصل بعد للمدن والقرى القريبة من الساحل، فهي ضمن جدول الأولويات آخر المدن والقرى وذلك بسبب اعتدال المناخ فيها، واكد بأنهم حاليا يدعون بالإسراع في عملية التوزيع للانتهاء بشكل كامل من توزيع الدفعة الأولى مع نهاية الشهر الجاري كانون الثاني وصولا للحصول جميع الأسر على مخصصاتهم من مازوت التدفئة.

السيد بسام مختار قرية الحطانية من ريف القدموس: أكد أن الكمية المخصصة 50 ليترا قليلة جدا، ولا تكفي لأسبوع في أيام البرد الشديد في قرانا ومناطقنا الجبلية، ولخمسة عشر يوما في أحسن الأحوال في المدن والريف الأقل برودة، وكان من الأفضل من الجهات المعنية العمل رفع تلك الكمية كما كانت قبل أعوام 200 ليتر أو حتى 100 ليتر، وخاصة أن تلك الجهات المعنية ذكرت أن تركيب جي بي إس،  على المركبات سيوفر المادة أكثر وستذهب لمستحقيها، وحقيقة من يستحق الدعم في هذه المادة المازوت وبالسعر المدعوم هم المواطنون أصحاب الدخل المحدود والمهن البسيطة أو الذين لا دخل لهم سوى تعبهم وكد عرقهم، الذين أنهكتهم ارتفاعات الأسعار المتزايدة على كل السلع الغذائية وغير الغذائية، ولم يعد بإمكانهم مجاراتها.

السيد رعد معلم صف من قرية النواطيف في ريف القدموس قال مستهجنا: في مناطقنا الجبلية الباردة كيف يعاملوننا مثل المناطق الأخرى، وأن هذه الكمية لا تقيهم البرد سوى لأسبوع بالكثير، ورغم ذلك يأخرون بالتوزيع وتلعب المزاجية بأسلوبهم بالتوزيع ونقف بالدور طابورا وراء الصهريج ولساعات ننتظر دورنا بالحصول على مخصصاتنا ونشعر بالقهر للحصول على حقنا، وأشار إلى أنهم يستخدمونها في إشعال مادة الحطب لمدافئهم.

السيدة أم سيمون معلمة صف قديمة في قرية الطواحين، أضافت: بناء على نسب التوزيع والكميات المخصصة، وطرق التوزيع البطيئة جداً، فإن الكثير من المواطنين لن يستلموا الكمية قبل انتهاء فصل الشتاء إذا بقيت الوتيرة كما هي حاليا، وفي أحسن الأحوال إذا تمت زيادة المخصص التي يستلمونها منتصف فصل الشتاء، وحتى الآن لم يتم الانتهاء من توزيع المادة في المناطق الجبلية، وأن نسبة التوزيع قليلة جدا من إجمالي عدد البطاقات المسجلة للحصول على المادة في هذه القرى، وحسب معلوماتنا فأن الكمية المخصصة لتوزيع مازوت التدفئة تشكل 15% من الكمية الواردة للمحافظة ككل ، وهناك وعود بزيادة المخصصات الواردة إلى المحافظة، وخاصة أيام الجمعة، وستكون هذه المخصصات فقط لمازوت التدفئة، وبالتالي يجب ان ترتفع نسبة توزيع المادة وتكون عملية التوزيع أفضل، رغم أنهم يؤكدون ،سيتم التوزيع حسب الأولوية، حيث تم البدء من المناطق الجبلية الباردة، ومنها باتجاه المناطق الجبلية المنخفضة، وصولا إلى المدينة.