لكل السوريين

اليابان تحيي ذكرى قصف هيروشيما بالقنبلة الذرية.. وغوتيريش يدعو إلى عالم بلا سلاح نووي

بمناسبة إحياء اليابان لذكرى القصف الأميركي لمدينة هيروشيما بالقنبلة الذرية، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة من أن “طبول الحرب النووية تدق مرة أخرى”.

وتلت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة رسالة غوتيريش أمام نصب السلام التذكاري بهيروشيما، وجاء فيها “إن انعدام الثقة والانقسام يتصاعدان، وشبح الحرب النووية الذي كان يلوح في الأفق خلال الحرب الباردة ظهر من جديد، وتهدد بعض الدول بشكل متهور باستخدام أدوات الإبادة هذه”.

وأحيت اليابان الذكرى الثامنة والسبعين للقصف النووي لهيروشيما، ووقف المشاركون دقيقة صمت في نفس الساعة التي أسقطت فيها القاذفة الأميركية إينولا جاي قنبلة اليورانيوم التي انفجرت فوق المدينة في السادس من شهر آب عام 1945، وأسفرت عن مقتل حوالي 140 ألف شخص بحلول نهاية ذلك العام.

وقال رئيس الوزراء الياباني أثناء مشاركته في إحياء هذه الذكرى “إن الطريق إلى نزع السلاح النووي أصبح أكثر خطورة بسبب الانقسامات الدولية العميقة والتهديدات النووية الروسية”، وأكد على ضرورة “إعادة تنشيط الزخم الدولي نحو عالم خال من الأسلحة النووية”.

يوم العار

تعود أحداث هذا اليوم الحزين في التاريخ الأميركي إلى السابع من كانون الأول عام 1941، حيث باغتت الطائرات والسفن الحربية اليابانية أسطول المحيط الهادي الأميركي في بيرل هاربور، وكبدته خسائر فادحة.

وأقلعت حينها نحو 400 طائرة مقاتلة تابعة للجيش الإمبراطوري الياباني من حاملات طائرات عملاقة في عرض المحيط، وتمكنت من اجتياز كافة رادارات المراقبة والإغارة على أسطول المحيط الهادي الأميركي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2400 جندي أميركي والتهام النيران لعشرات السفن الحربية والطائرات الأميركية.

وفي اليوم التالي خرج الرئيس فرانكلين روزفلت بإعلانه الشهير أمام الكونغرس، ووصف السابع من كانون الأول “بيوم العار”، وأعلن الحرب على اليابان التي استسلمت بعد ضرب هيروشيما وناغازاكي بقنابل ذرية أميركية في حادثة هي الأولى في التاريخ البشري.

وما زالت وقائع هذ اليوم الذي شكّل صدمة غير مسبوقة للبحرية الأميركية، كما شكّل فارقاً حاسماً في مسار الحرب العالمية الثانية، ماثلة بالموروث السياسي والعاطفي في الولايات المتحدة.

عالم بلا سلاح نووي

ناشد الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي التحدث بصوت واحد بشأن نزع السلاح النووي على النحو المبين في خطته الجديدة للسلام.

وتدعو خطته الجديدة التي تم إطلاقها الشهر الماضي، الدول الأعضاء إلى إعادة الالتزام بالسعي نحو بناء عالم خال من الأسلحة النووية، وتعزيز المعايير العالمية ضد انتشارها واستخدامها.

وجرت محادثات حول هذه الخطة في العاصمة النمساوية استمرت حتى بداية هذا الأسبوع.

وطالب غوتيريش خلالها الدول التي تمتلك أسلحة نووية بأن تلتزم “بعدم استخدامها مطلقاً”، وأكد التزام منظمته بمواصلة العمل على تعزيز القواعد العالمية بشأن نزع السلاح النووي ومنع استخدامه وانتشاره، ولا سيما الالتزام بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة حظرها.

وحثّت الخطة التي جاءت قبل المراجعة الخمسية لمعاهدة حظر الانتشار النووي عام 2026، الدول غير النووية على عدم السعي لحيازة هذه الأسلحة، مقابل موافقة الدول الحائزة لها على تقاسم فوائد التكنولوجيا النووية السلمية مع الدول الأخرى، ومواصلة جهودها لنزع السلاح النووي والقضاء على ترساناته القائمة.

معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية

تهدف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الدولية إلى منع استخدام وانتشار الأسلحة النووية، وتعزيز التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ودخلت حيز التنفيذ عام 1970.

ومنذ ذلك الوقت تعقد مؤتمرات لاستعراض سير المعاهدة كل خمس سنوات ويسعى المشاركون في هذه المؤتمرات إلى التوصل لاتفاق بشأن إصدار إعلان ختامي يتضمن تقييم تنفيذ أحكام المعاهدة، ويقدّم التوصيات حول التدابير الكفيلة بتعزيزها.

وتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن هذا الإعلان الختامي في مؤتمرات الاستعراض التي عقدت في بعض الأعوام، ولم يتم ذلك في أعوام أخرى، حيث ثارت خلافات حول ما إذا كانت الدول الحائزة للأسلحة النووية قد استوفت بشكل كاف شروط نزع السلاح النووي، والضمانات الأمنية التي تقدمها هذه الدول إلى الدول غير النووية، إضافة إلى مسألة تنفيذ القرار المتعلق بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.