لكل السوريين

بين الحاجة والمهنة.. فرز النفايات منزليا في القدموس

طرطوس/ اـ ن

انتشر على أحاديث البشر وعلى وسائل التواصل الاجتماعي خبرا مفاده ان مجلس مدينة القدموس بدأ بتطبيق تجربة فرز النفايات في حي الجمعية السكنية القديمة، على أن تكون الشرارة الأولى لتعميمها على نطاق أوسع، وذلك بمشاركة المجتمع الأهلي عمادها وأساس نجاحها، وهي بمثابة التجربة الأولى على مستوى الوحدات الإدارية في سورية.

أن التجربة تقوم على فرز النفايات المنزلية، حيث وزع عمال مجلس المدينة أكياس قمامة فارغة لكل منزل في 1 من الشهر الحالي، وطلبوا من الأهالي تعبئة النفايات البلاستيكية داخل كيس، والنفايات الزجاجية داخل كيس، والنفايات الورقية داخل كيس آخر، على أن تبقى الأكياس المفرزة السابقة لحين قدوم عامل النظافة إلى المنازل كل عشرة أيام ليتم ترحيلها.

حيث أن النفايات البلاستيكية والورقية والزجاجية، لا تنبعث منها أي رائحة ولا تتعفن خلال الأيام العشرة التي سيتم تجميعها فيها ريثما يعود عمال المجلس لاستلام الأكياس القديمة وتوزيع الجديدة، وعند اتصالنا بالأهالي وخاصة الساكنين في الجمعية فالجميع أكد لنا استعدادهم للتعاون مع البلدية لإنجاح هذه التجربة في فرز النفايات، لتعميمها والوصول إلى مدينة حضارية نظيفة.

حول مصير النفايات التي يتم جمعها  فقد اوضحت لنا بعض المصادر في البلدية، في البداية تعطى لعامل النظافة ليبيعها ويستفاد منها، لكن مع نجاحها وتعميمها على نطاق أوسع، ممكن إعطاءها لمتعهد والاستفادة من مردودها في تحسين الواقع الخدمي للمدينة، ناهيك أن فرز النفايات يخلص الحي الذي طبقت فيه التجربة من ظاهرة النباشين الذين يقومون بتمزيق كيس القمامة بحثا عما يمكن الاستفادة منه، وفي هذه الحالة فإن النباش يعلم أن هذا الحي يقوم بفرز النفايات فلا يقوم بنبش أكياس القمامة، ما يؤدي إلى تعرضها للحرارة وانبعاث الروائح الكريهة منها وتجمع الحشرات والقوارض.

وأكد الأهالي ان الدافع وراء القيام بهذه التجربة، يعود الى ان مجلس البلدية لدى زيارته إلى إحدى الجامعات الخاصة في طرطوس، شاهدوا كيف يتم فرز النفايات داخل أكياس، فأرادوا أن يطبقوا هذه التجربة في المدينة، معربين عن أملهم في نجاحها.

وأكدت المهندسة لميس وتسكن في نفس الحي: وأن تقييم نجاح التجربة من فشلها، يحتاج إلى وقت، كما يحتاج إلى تجاوب وتفاعل المجتمع الأهلي، الذين يتعاون حتى والاستمرار بعملية تسليم واستلام أكياس النفايات لمدة شهرين وثلاثة أشهر ليتم إعطاء الأهالي الوقت الكافي للتجاوب معها وإنجاحها، خاصة أنه لا يكلف ربة المنزل أي مجهود سوى فرز النفايات داخل الأكياس، فعامل البلدية يستلم الأكياس المفرزة ويسلم الفارغة من أمام بيت المنزل.

وأثارت هذه التجربة إعجاب الكثير من الناشطين على الصفحة الرسمية لمجلس مدينة القدموس، إذ علق أحدهم: كم جميل أن تنجح هذه التجربة وتكون باكورة عمل حضاري يعمم على جميع الوحدات الإدارية في سورية.

فيما كتب أحد الناشطين: لتخفيف الكلفة وتسهيل وتيسير عملية الفرز من المصدر، أقترح أن يتم جمع المواد الجافة: ورق، بلاستيك، زجاج، أقمشة بكيس بلون معين، والمواد الرطبة بكيس بلون مختلف وبالتالي نخفف الكلفة ونسهل ونشجع الناس على عملية الفرز من المصدر، ولاقت هذه التجربة ترحيبا كبيرا من قبل جمعيات ومؤسسات لدعمها..