لكل السوريين

دور المنتديات الأهلية والمؤسسات الرسمية الأدبية في الشأن الثقافي

“الرقة” واحدة من المدن العظيمة التي عرفت تاريخاً مجيداً في صنع الحراك الثقافي، وكان لها دوراً بارزاً في تواصل النخب الثقافية والأدبية وصنع الحراك الثقافي.. اليوم مدينة “الرقة” تبدأ صولة نهوض جديدة بعد ألم ومعاناة خلال المرحلة السوداء.

هذا النهوض تناول ترميم وتأصيل الوضع الثقافي بعد ركود هذا الوضع وأهمية المنتديات واللقاءات الثقافية في توعية المجتمع المحلي، ومعالجة ما يصاحب الوضع الجديد من ركود وفراغ غير طبيعي وعزوف الكثير من المثقفين والأقلام الأدبية والمفكرين.

كانت البداية مع افتتاح المركز الثقافي الرسمي الذي بدأ بخطوات مقبولة بسبب قلة الكادر المثقف والإداري البارع، وكان بإمكان هذا المركز عمل الكثير في تأصيل الواقع الثقافي في المدينة، لكن وللأسف الشديد وبعد مرور وقت طويل إلا أن القائمين عليه لم يستطيعوا معالجة الأمر بشكل أحسن.

وبعد وقت قصير تأسس اتحاد المثقفين التابع لمؤسسة منظمات المجتمع المدني، ورغم حماس طاقمه الإداري، إلا أن هذه المؤسسة الثقافية الرسمية لم تستطع بلوغ نسبة أكثر من خمسين بالمئة نتيجة قلة الدعم المالي لها.

كما أن هاتان المؤسستان الرسميتان لم تستطيعا ربط المثقف بالمؤسسة الثقافية، نتيجة اتباعهما سياسة أن الحب وحده يكفي في النهوض بالشأن الثقافي إلى درجة جيدة.

من جانب آخر أن منظمات المجتمع المدني في المدينة لم تستطع هي الأخرى الارتقاء بالشأن الثقافي حتى ولو بشكل مقبول، بسبب إفتقارها إلى الكادر المثقف (إلا ما رحم ربي).

الحراك الثقافي الأهلي المتمثل بمجموعات نادرة من المجتمع الرقاوي الناهض، استطاعت هذه المجموعات تجاوز زوايا حادة، ورغم إمكاناتها المادية إلا أنها استطاعت تأسيس بدايات أركان ثقافية، فكان “بيت القصيد” الرقاوي الذي يعد واحد من منتديات أدبية واعدة في “الرقة”، كان ومازال لهذا البيت دور جيد في الحياة الثقافية والأدبية.

ثم تأسس الركن الثقافي الذي بدأ بداية جيدة والقادم غني وجميل.. وكما هو معروف تلعب المؤسسات الثقافية والمنتديات والبيوتات الأهلية الثقافية دوراً محورياً في تعزيز التواصل بين النخب الثقافية من مختلف مناطق البلاد، وهي بذلك تجذر وتحقق هدفاً مهماً من أهداف التواصل الوطني للتعارف بين المثقفين، ولتبادل الأفكار والآراء وتجسير العلاقة بين النخب الثقافية والتعاون المشترك، و”بيت القصيد” الرقي منذ تأسيسه قبل أكثر من سنتين مازال مواظباً على إقامة جلساته الاسبوعية بمشاركة شعراء وأدباء من “الرقة”.

ولا يخلو الأمر من مشاركات من مدن الجزيرة السورية الفراتية، كما أن الركن الثقافي في جعبته الكثير من الأنشطة الثقافية والفكرية.

وأخيرا وليس آخراً نقول ان للمؤسسة الثقافية الرسمية والمنتديات الأدبية الأهلية دور مهم وكبير في التحفيز على الحضور ومواظبة القراءة والاطلاع، وفي كثير من الحالات وجود بعض الكتاب البارزين والمشهورين وتواجدهم ضمن فعاليات الملتقيات الفكرية، مما يساهم في جذب القراء للحضور والاهتمام بالفكر والمعرفة.