لكل السوريين

بغياب الرادع الأخلاقي.. المواطن في حماة هو الضحيّة

حماة/ حكمت أسود 

على الرغم من عشرات القرارات التي صدرت عن الجهات المعنية في الرقابة التموينية وحماية المستهلك، ورغم وجود تلك الرقابة لا وبل الجهات أيضاً التي يمكنها ومن المفترض ضبط الأسعار بشكل جدّي وقمع المخالفات، إلا أن أغلب القرارات لم يتم تطبيقها أو متابعتها، مع توقيف دوريات عن العمل لعدم النزاهة أو التشديد في الرقابة.

ما جعل الأسواق في مدينة حماة تشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الاستهلاكية والخضار والسلع، الأمر الذي زاد من استغلال التجار وأصحاب المحال، وأثّر سلباً على الحياة المعيشية للأهالي.

إذ يتعجب المواطنون اليوم وقد اقتصرت المواد التي طالها التعديل على التسعيرة، بعد انخفاض سعر صرف الدولار على بضعة أنواع غذائية كالزيت والسمنة والرز والسكر، بينما بقي القسم الأعظم منها خارج تلك الحسبة رغم أهميته وضروريته.

فالمواطنون اليوم في حركة نشطة داخل أسواق المدينة ولكن القسم الأكبر لم يأت ليشتري بل جاء ليستفسر ويتأكد من الكلام الذي تنشره الصفحات الفيسبوكية عن التعديل الكبير على أسعار المواد التموينية.

وفي ظل هذا الارتفاع الكبير فإن عناصر الرقابة موجودة وعشرات الضبوط تنفذ يومياً ولكن عدداً من الدوريات تم توقيفها عن العمل لأسباب متعددة وهذا كله حسب مصدر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، مما يؤدي كل ذلك لخلل في ميزان الأسعار الذي انعكس على الوضع المعيشي سوءاً.

فالمواطنون الذين يرتادون الأسواق بعضهم كان متحمساً ومرتاحاً لتخفيض الأسعار ولو بنسبة ضئيلة وعدها بشرى خير، والبعض الآخر والذي لم يلحظ سوى الغلاء كان مشككاً واعتبرها أنها لا تزيد عن حبة مسكن.

إذ عبر أحد المواطنين عن ذلك بقوله: مضى على تجولي في السوق أكثر من ساعة وإلى الآن لم اتخذ قراراً بنوع الخضار التي يجب أن اشتريها بحيث تتوافق مع المبلغ الذي في جيبي، فأنا لم أستطع حل المعادلة، فالخضار تقفز كل يوم وبدلاً من شراء كمية معينة اختصرناها للنصف، فوجبة غداء بسيطة مكونة من نوعين فقط من الخضار بدون لحمة مع طبق سلطة أصبح يكلف ٧٠٠٠ل. س.

فيما أحد أصحاب البقاليات قال: نحن كبائعين مصلحتنا تقتضي أن تنخفض الأسعار، فنحن مع تخفيضها أكثر وأكثر كي ينشط البيع رغم أن بضاعتنا الموجودة حاليا اشتريناها على السعر القديم عندما كان الدولار محلقاً، ومع ذلك نرجو أن ينخفض سعر الصرف أكثر حتى نحقق نسبة مبيعات أكبر، فقد كان ربحنا على المادة الواحدة لا يتجاوز ١٠٠ل. س بهدف إيجاد زبائن يقبلون على الشراء أما في حال رخصت المواد فبإمكاننا حينها أن نرفع نسبة الربح ونبيع بكميات أكبر.

وبما أن شهر الخير والبركة.. شهر مضان على الأبواب إلا أن الكثير من المواطنين في أسواق حماة، بينوا أن جشع التجار وتلاعبهم في الأسعار يجعلهم (أي التجار) يحتكرون كميات كبيرة من بضاعتهم، حيث يبيعونها في ذلك الوقت بأكثر من سعرها الحالي بكثير.