لكل السوريين

بين تهجير وجوع وارتفاع أسعار.. كيف يستقبل أهالي إدلب الشهر المبارك؟

إدلب/ عباس إدلبي 

لم تكن تحضيرات أهالي إدلب، شمال غربي سوريا، كسابقاتها في استقبال شهر رمضان المبارك، فسوء الوضع المعيشي طغى على كل شيء، ما جعل فرحة دخول الشهر الكريم مليئة بالغصة إما على تخوف من عملية نزوح جديدة أو انهيار آخر في الأسعار أو مجاعة تضاف للحالية.

وللوقوف حول تحضيرات شهر رمضان والتجهز لاستقباله، قام مراسلنا بجولة استطلاعية، استفسر من خلالها عن تحضيرات المواطنين لاستقبال الشهر الفضيل في المخيمات التي تملأ مناطق شمال غرب سوريا.

مع لحظة دخوله لمخيم الأمل القريب من بلدة كفر دريان شمالي معرة مصرين، التقى بعدد من المهجرين من بقية المحافظات السورية، والذين يقطنون في المخيم، والحسرة تبدو على محياهم، والشوق للعودة للديار تملأ قلوبهم.

أبو نزار، مهجر من مدينة معرة النعمان، بريف إدلب الجنوبي، كاتب وباحث ومعلم، رفض الحديث عن رمضان وطقوسه بداية الأمر إلا أن إصرار مراسلنا على الحديث معه، أجبره على الإجابة التي بدأها ببكاء جاهش، وقال “هذا شهر رمضان الثاني الذي يمر علينا ونحن مهجرين عن بيوتنا، في المعرة رمضان له نكهته الخاصة وطقوسه المميزة”.

ويضيف “نحننشتاق لأيام الصيام، لكن على ما يبدو أننا سنصوم هذا العام وسط هذه الأوضاع التي ترونها، الخيام مهترئة، والجوع لا يرحم، والحزن على فقدان المحب يطغى على الصورة العامة للمشهد، كيف لنا أن نفرح ونحن مهجرون ولا نعرف مصيرنا، وما هو القادم، هل هناك حروب أخرى لا ندري، ربما يأتي العيد ونحن بحالة نزوح، فتكون الفرحة فرحتين، فرحة الحال المأساوي وفرحة النزوح في العيد”.

ويضيف “اشتقنا لصوت المآذن، اشتقنا لطبلة المسحر، وباعة المعروك، وزحمة الشارع، اشتقتنا لكل الأصوات التي كانت تميز رمضان عن باقي الأشهر، للأسف لا نزال نحن السوريون نعاني، فقدنا كل لذات الحياة”.

بدورها، اشتكت أم خالد، نازحة من ريف دمشق من سوء الوضع المعيشي والغلاء الفاحش الذي يعصف بالبلاد، فقالت “لم نعد قادرين على جلب كل ما كنا نعتاد على إحضاره في شهر رمضان، الأسعار في ارتفاع مستمر، والأمور نحو الأسوأ، ولا نريد سوى أن نستقر على وتنتهي الحرب ونعود آمنين إلى ديارنا”.

وفي جولة أخرى داخل سوق مدينة معرتمصرين، التقى مراسلنا ببعض المواطنين الذين يشترون بعض الحاجيات لشهر رمضان، ومن بينهم أبو عمر، مهجر من منطقة الغاب بريف حماة الشمالي، الذي قال “التحضيرات بسيطة جدا، لا نملك ثمن أغلب الحاجيات، الأسعار مرتفعة وفرص العمل معدومة، والوضع مزري للغاية”.

أبو ياسر، صاحب محل مواد تموينية وغذائية، يقول “هناك ضعف كبير في الحالة الشرائية، المواطنين لا طاقة لهم بشراء كامل حاجيات رمضان التي كانوا يعتادون على شرائها قبل دخول الشهر الفضيل، الأسعار في ارتفاع، والوضع يزداد سوءا”.

وبات التخوف من النزوح أو عملية عسكرية أخرى سمة بارزة لدى أهالي إدلب، سيما وأن المنطقة باتت تكتظ بملايين النازحين والمهجرين.