لكل السوريين

أمٌ تترك أبنائها.. وتفرُّ بروحها

السوري/الرقة- عادةً ما تسبب الحروب والنزاعات العديد من المشاكل، اقتصادية سياسية واجتماعية، سيما الحرب السورية وما حلّ بالشعب بأكمله.

فمجرد دخولك لأي منزل سوري في أي مدينةٍ كانت تجد قصةٌ يشيب لها الرأس ويندى لها الجبين. كـ قصةٌ تابعناها في مدينة الرقة لأمٍ تركت أبنائها الستة وزوجها الذي جعلت منه الحرب إنساناً لا يقوى على العمل، لتقديم رغيف خبز يسد فيه رمق اولاده.

ومن خلال اللقاء الذي أجرته صحيفتنا مع ” العمة جواهر ” من أهالي ريف حلب الشمالي (مدينة الباب) تبلغ من العمر خمسين عاماً.

والتي حملت عبئ رعاية وتربية أبناء أخيها، حيث أفادت لصحيفتنا “بسبب الحروب التي آلت إليها مناطقنا وبعد نزوحنا إلى مدينة الرقة تعرض أخي لعدة إصابات جعلته معاق”.

وأضافت “يبلغ أخي عدنان من العمر خمسةً وأربعين عاماً كان يعمل في مطعم بأجرٍ يتقاضاه كل يوم لا يكفي حاجة أبنائه وزوجته وسداد إيجار منزلهم الصغير، إلى أن شاء القدر أن يصاب أخي في رأسه ليدخل في غيبوبة لستة أشهر وشلل نصفي، خضع للعلاج في الخارج بفضل أهالي الخير الذين مدوا له يد العون على سبيل شفائه”.

وتابعت حديثها “لم يشفَ أخي بالكامل، بل أصبح نطقه وسمعه وحركة قدميه ضعيفة، خضع لعدة جلسات فيزيائية من أجل تحسين وضعه الصحي دون جدوى, أصبح عدنان عاجزاً عن العمل من أجل أولاده وزوجته, لم تتحمل الزوجة حالته ووضعه الصحي وسوء الحالة المادية, وتراكم عليهم الديون وسداد إيجار البيت الذي يقطنونه.

العمة جواهر؛ تنعي حالتها الإنسانية التي تعيشها مع أولاد أخيها، حيث لا معين لهم في هذه الظروف والغلاء الفاحش الذي يعاني منه الغالبية من الناس، لا سيما وأن الشتاء قد حلّ وبحسب خبراء في الأرصاد أن الشتاء هذه السنة سيكون قاسياً. فأين يذهب من لا مأوى له؟. وكيف يجابه من يقطن في بيوت أشبه “بالخرابة”؟. فعدنان وأولاده ليسوا إلا عائلة من بين آلاف العائلات.

فهل من مغيث؟.

تقرير/ مطيعة الحبيب