لكل السوريين

زواج القاصرات.. ضعف الرقابة الأبوية يقود القاصر إلى شراك النت

السوري/ الطبقة – تعاني المجتمعات المحلية عادة من رواج زواج القاصرات حيث يعد من المآسي التي تضرب بنية الأسرة نتيجة لصغر عمر الفتاة أو لقلة خبرة الزوجين أو أحدهما في الحياة الزوجية بينما تقع بعض الفتيات ضحية النت واستغلال غياب الرقابة الأبوية لهن.

في حين برزت عدة أسباب لزواج القاصرات أهمها العادات والتقاليد البالية الدارجة في المنطقة، وأهم مخاطر تلك المشكلة هو انتقال الفتاة من مرحلة الطفولة إلى الحياة الزوجية مباشرة، ما يؤدي لظهور خلافات كثيرة كالطلاق وتبعيته على المرأة والعائلة والمجتمع، إلا أن وقوعها ضحية النت يبقى أشد قساوة ومهانة.

بينما كان من الضروري توعية الفتيات اللواتي يجدن في أنفسهن خيار الزواج وطلبه هرباً من حياة الأبوين التي تدفعها للتخلي عن وجودها داخل أسرتها معتقدة أن في استخدامها للنت الحل والهرب من واقعها المأساوي.

 البحث عن الحنان

وللاطلاع على بعض دوافع زواج القاصرات ووجودها في المجتمع أجرت صحيفة السوري اللقاء التالي في دار المرأة مع الناطقة باسم لجان الصلح رجاء عبد الرحيم.

والتي أكدت أن أهم الدوافع التي تقود لزواج القاصرات هو العادات والتقاليد وضعف الحالة المادية وقساوة الأبوين أو هجرانهما لبعضهما يدفع الفتاة القاصرة للهروب من واقعها المعاش للبحث عن الحنان الذي فقدته من والديها معتمدة على رهانها مع ذاتها وباحثة عن وجوده في بيت آخر معتقدة أن فارساً على جواد أبيض سيأتي ليأخذها إلى قصره العاجي منفذاً لها من ظروفها الصعبة فكما تزوجت خالتها أو عمتها مبكراً أو أختها سيكون مصيرها مشابهاً لمن سبقها، لكنها تصطدم في أغلب الأحيان بعكس ما رسمته في خيالها لأن واقع شخص ما لا يشبه واقع وحياة شخص آخر.

ضعف الرقابة الأبوية

وأضافت رجاء أن هناك بعض المشاكل الاجتماعية التي تظهر في المحيط الأسري تدفع الفتاة القاصرة للّحاق بركب المتزوجات ومن أهمها كثرة الأخوة والأخوات في الأسرة الواحدة ما يفقدها الاحساس بالحب الأسري أو الرعاية الأبوية وربما انغماس الأب في ملذاته ولعب القمار أو شرب الخمرة أو البخل الملازم له أو تعرضها للضرب من أحد أخويها بشكل مستمر نتيجة لتسلطه وعدم وعيه.

كما تكون لها تأثيرات كبيرة كحالة اعتبارية كالعادات والتقاليد القاسية التي سادت في المجتمع دون أن يكون هناك وعي لخطورة تلك الظواهر وتأثيراتها على مشاعر الفتيات عامة فهن كن في مرحلة النضوج وتحمل المسؤولية بينما مشاكلهن الاجتماعية والأسرية قادتهن للزواج المبكر، لذلك نجد أن سبب كل مشاكل القاصر يعود لضعف الرقابة الأبوية التي قد تجدها الفتاة متنفساً لها عند دخول شخص جديد لحياتها بدواعي العاطفة والحب.

 القاصر وسلبيات النت

وأفادت رجاء أن هناك استخدامات غير أخلاقية يمارسها بعض الشبان والفتيات في الواقع تسيء للأخلاق العامة والخاصة نتيجة ضعف الرادع الأخلاقي وبعد المراهقين عن رقابة الأبوين لأسباب عديدة ما يجعلهما يدوران في فلك الذات دون رقيب وأن هناك تصرفات كالزواج عبر النت بكتابة عقود الزواج من خلال النت.

وأنه يحق لهما باللقاء وإرسال بعض الصور والفيديوهات الإباحية بشكل عام أو أن تكون تلك الأمور خاصة بكلا الطرفين علماً أنه يمكن استغلال ذلك من أطراف ثالثة تدفعهما للرذيلة أو لاستجرار المال عن طريقهم كما نشاهد في بعض المسلسلات أو الأفلام التلفزيونية، وقد تستخدم بعمليات بعض المشاهد بالمونتاج لبيعها نتيجة لسرقة الموبايل أو ضياعه أو استغلاله من طرف يريد الإساءة فينشر ما ينشره أو يعرض بعضها كأفلام إباحية دون علم الطرف الآخر.

اتباع مشورة خاطئة أو استماعها لها بالصدفة

وأشارت رجاء إلى أن ضعف المردود الاقتصادي لعائلة الفتاة قد يجعلها تفكر بالبحث منذ عمر صغيرة للزواج من رجل غني نتيجة استماعها لبعض النساء أثناء الجلسات النسائية وشكواهن لبعضهن من معاناة العيش وسوء الحال، أو قد يتبادر إلى اسماعها ضرورة تزويجها مبكراً من أجل التخلص من مصاريفها.

ويضاف إلى ذلك في نفس الإطار الطمع والجشع لدى البعض من خلال تزويجها من أجل الحصول على مبلغ من المال، وأهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور تلك المشكلة وسيادتها في المجتمع قصور تفكيرها بأن المال من أسباب السعادة العائلية.

مخاطر زواج القاصرات على المرأة

وذكرت رجاء أنه قبل البحث عن حلول لتلك المشكلة الاجتماعية يجب ذكر خطورتها على المرأة والمجتمع وبينت رجاء أن زواج الفتاة في عمر مبكر يواجه مخاطر جمة وخاصة في البنية الجسدية للمرأة وعدم اكتمال قدرتها الجسدية للزواج.

كما يضاف إلى ذلك المخاطر النفسية التي تتحملها بشكل مبكر حيث توضع عليها مسؤولية عائلية كاملة تدمر كينونتها الداخلية وتعدم شخصيتها نتيجة تسلط الزوج وأفراد عائلة الزوج عليها لتصل في النهاية إلى الطلاق والذي يعتبر من أبشع نتائج زواج القاصرات.

ونوهت رجاء إلى وقوف الأسر مع بناتهن وعدم تزويجهن مبكراً وهن ما زلن قاصرات وأن حل مشكلة زواج القاصرات يبدأ بوعي الأهل لمخاطره وأن يؤخذ بالحسبان اكتمال نمو المرأة المعرفي والجسدي نتيجة لضعف المعرفة الصحية بذلك.

في حين أن العمر المناسب لزواج الفتيات يبدأ من عمر 18عاماً وما فوق منعاً للأمراض النسائية والولادية والبعد عن حالات الطلاق المبكرة في المجتمع نتيجة لاكتساب الخبرات الصحية والمرضية من خلال الحياة والتثقيف الذاتي.

والجدير بالذكر أن إدارة المرأة شاركت في العديد من الفعاليات التي تدعو لتوعية المجتمع من مخاطر اجتماعية كانت أبرزها زواج القاصرات والتسول وتعاطي المخدرات والعنف ضد الأطفال، وذلك دعماً للفتيات القاصرات والتوعية الأسرية عامة بهذا الخصوص.