لكل السوريين

تجارة الماء المجمد تضيف معاناة جديدة للأهالي طرطوس

طرطوس/ ا ـ ن 

 

المواطن السوري لا يعرف دروبا أو سبلا أو طرقا أو محطات للراحة أو السعادة في جميع فصول السنة، ففي الشتاء يعاني من عدم توافر المحروقات للتدفئة أو سبلا للتدفئة، وفي الصيف يعاني من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، حياته جحيما يزداد بتحديات متطلبات معيشته وبقائه على قيد الحياة.

معاناة الصيف في الساحل، مع الحر الشديد وارتفاع درجة الرطوبة، والمترافقة مع انقطاع الكهرباء وانقطاع المياه وانتشار الذباب والبعوض، وانتشر في طرطوس بيع أكياس الثلج واكياس المكعبات وقوالب الثلج، لبيعها الى اهل المدينة والمصطافين، ومعها ظهرت قصص الغلاء وتحديات الأسعار، وارتفعت أسعار قوالب الثلج في المدينة عما كانت عليه في السنة الماضية، وباتت تشكل عبئا إضافيا على كاهل السكان في ظل انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة.

السيدة أم خالد من سكان مدينة طرطوس، قالت لنا: نحتاج إلى قوالب الثلج لأن الجو حار جدا، والرطوبة مرتفعة جدا، والكهرباء غائبة تقريبا، أربع ساعات وصل خلال الأربع وعشرين ساعة، والمياه مرتبطة بالكهرباء وهنا نحتاج إلى كل ربع ساعة للدوش, فالرطوبة عالية جدا وتحول أجسامنا الى دبق تلصق ثيابنا على أجسادنا, نضطر إلى شراء قوالب الثلج لنخفف من سخونة صيف الساحل”.

وتضيف “التجار يستغلون حاجتنا لذلك, فتتباين أسعار قوالب الثلج من شارع الى شارع اخر ومن حارة الى حارة اخرى ومن بائع لآخر، حيث يتراوح سعر كيس الثلج صغير الحجم بين 1500 الى 3000 ل.س,  والقالب كبير الحجم بين  5000 ل.س الى 6000 ل.س”.

وتتابع “في بعض المناطق تزداد الى اكثر من ذلك, وبيع الثلج للسائحين والمصطافين , لا يمكن ضبطها ولا معرفة حقيقتها , حيث ان هؤلاء من الناس العابرين أياما او ساعات سيرحلون ويعودوا الى مسكنهم او مدنهم, فأسعار القالب الكبير الحجم , فقد بيعت ما بين 8000 ليرة الى 10000 ليرة, ويقولون للزبون: ما عجبك الله معك روح دور, وجميع الباعة متواطئين اثناء بيعهم للسواح او المصطافين, فرصة ذهبية للنهب والسرقة العلنية, علاوة انتشار بيع قطع الثلج على الأوتوستراد وبيع ذلك للعابرين , فالأسعار لا تعرف لا رب ولا دين”.

نوال طالبة جامعية في جامعة طرطوس, لا تعرف عن ماذا ستتكلم بخصوص قوالب الثلج, قالت لنا فورا وبعصبية معلنة , هؤلاء نصابين , محتالين , حرامية,, عن الذين يبيعون قوالب الثلج, الله اكبر عليهم, لا يعرفون الا ان ذلك موسم للغلاء والنهب, فهي مضطرة لشراء أكياس المكعبات من الثلج كل يوم بيوم, ومن نفس المحل  ومن نفس صاحب المحل و, وغير الرب ما بيعرف كيف يتم تسعير المكعبات , لا يعرفون الا غلاء أكياس مكعبات الثلج , لأننا بحاجتها ومضطرين لشرائها, هذا عن الغلاء الذي ضرب اطنابه على جميع مواد السوق , وخاصة اننا في موسم سياحة , فعدم توفر الكهرباء  وبالتالي غياب البرادات , تمنعنا من الحصول على المياه الباردة , مما يدفعنا لشراء قوالب الثلج , من أجل أن نتمكن من الحصول على المياه الباردة, هذا زاد من مصروفاتنا الجامعية ونحن أولا من بيئات متوسطة أو فقيرة , بالأحرى لا وجدود بيئات متوسطة, أصلا العدل أصاب كل مجتمعاتنا فنحن  كسوريين أصابتنا العدالة بالفقر والبطالة والجوع فقط.

السيدة أم محمود , وهي من النازحين من أهالي ادلب وتسكن بطرطوس منذ 7سنوات,  قالت لنا : أنها تشتري الثلج  بالصيفية منذ أن سكنت بطرطوس , وخاصة أن فترة تقنين الكهرباء كانت تزيد كل سنة عن سنة مضت,  ومع اضطرارنا لشراء مكعبات الثلج  فانهم هذه السنة زادوا أسعارها بشكل كبير بلا رحمة , ولا يستطيع أحدا ان يضبط السعر ابدا, وخاصة انهم يبيعوننا ماء مجمد يعني ببساطة بدون مواد أولية,  ويتحججون بالمازوت والكهرباء, ,فمثلا كيس الثلج الصغير الذي وزنه  400 غ بـ 1500 ليرة من محل جانب منزلي, والذي سرعان ما يتعرض للذوبان بسبب الحرارة المرتفعة, مما يدفعنا للشراء من جديد.

أما أبو عادل وهو من سكان مدينة طرطوس، فقال: بكل هدوء وببساطة متناهية,  إن شراء قوالب الثلج خلال فصل الصيف هو مصروف إضافي للعائلات السورية, ونحتاج  إلى قالبي ثلج خلال اليوم ويكلفنا ذلك مبلغ 12000 ليرة سورية, هذا  فقط لشرب الماء البارد دون حساب تكاليف الطعام والأكل.

وقمنا بزيارة أبو صلاح , وهو صاحب معمل صناعة الثلج في منطقة  الصناعة بطرطوس, وسألنا عن قصة مكعبات وقوالب الثلج, وانهم يبيعون ماء مجمد , ولماذا هذا الأسعار المرتفعة, واكد لنا ان ارتفاع سعر قوالب الثلج  يرجع إلى ارتفاع تكاليف التصنيع  من المازوت الذي تعمل عليه المولدات والتقنين الكهربائي , وإن الأسعار تختلف بين المعمل المنتج للمادة وبين المحال التي تبيعها، فكيس الثلج صغير الحجم يبلغ تكلفته في المعمل 1200 ليرة وقالب الثلج حجم 80 سم 4000 ليرة والـ 90سم  بـ 5000 والبائعين يضيفون تكاليف النقل والشحن للسعر الأساسي, وقال لنا حرفيا: يحق للتاجر وصاحب المعمل رفع أسعارهم لأن التكاليف المترتبة عليهم كبيرة.

ويبقى وضع المواطن السوري في الساحل وفي جميع انجاء سورية، يبحث عن المعاناة والصبر عليها، يوما بعد يوما وفي كل الفصول.