لكل السوريين

ارتفاع بنسبة المهاجرين، وأرقام مخيفة في حالات القتل والقنص

إدلب/ عباس إدلبي 

بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة وارتفاع معدلات البطالة والفقر، مئات من الشبان قررت الهجرة إلى تركيا ومنها إلى دول أوربا بالتوازي مع التسهيلات التركية على حدودها مع أوربا.

وفي زيارة خاصة قمنا بها للشريط الحدودي مع تركيا وبالتحديد منطقة حارم، حيث عمد المهربين فتح ممرات عبر الجدار الشائك والمحفوف بالخطورة، إلا أن الفقر كان اقوى من الخوف من بنادق الجندرما وحرس الحدودي وقانصاته، وبالرغم من تسجيل عمليات قنص يومية ادت لقتل العديد من النساء والشباب والاطفال الأمر الذي لم يمنع الشبان من الانتحار على الجدار والهدف من الوصول لهدفهم.

وخلال زيارتنا لتلك المنطقة اجتمعت مع عدد من الشباب في نقطة قريبة من السياج وتحدثت معهم عن دوافع هجرتهم ووجهتهم، حيث كان كل من تحدثت معهم وجهته أوربا وان هناك من ينتظرهم على الضفة الاخرى لنقلهم باتجاه الحدود مع أوربا، فكان منهم من يريد الهجرة الى اليونان وقبرص ومنهم الى المانيا وهولندا.

عمر أحد الاشخاص الذين تحدثت معهم قال انه معيل لأخوته الايتام وأمه وان وضعه المعيشي أصبح سيئا ويريد السفر إلى اليونان بقصد العمل، ايضا الشاب مصطفى قال انه ترك زوجته وطفليه بالمخيم ويريد السفر الى أوربا وتحديدا لألمانيا حيث اقاربه هناك وبعد سؤاله عن سبب ترك عائلته أجاب:

“إن المنظمات الانسانية العاملة في الشمال اصبحت تسرق مقدرات وحقوق اللاجئين وإنه لم يجد عمل وأطفاله وزوجته ينامون معظم الأيام بدون عشاء والأمر أصبح لا يطاق استدان سيارة من أحد أقاربه وباعها ويريد السفر بثمنها”.

ومن بين الذين التقيت معهم عائلة مكونة من أب وأم وثلاث بنات وطفل أيضا حدثنا رب الأسرة عن معاناته وظروفه المعيشية الصعبة، وقال السيد عبد الرحمن وهو المنحدر من ريف المعرة إن “الحياة في إدلب أصبحت مستحيلة، وأن دخل الفرد اليومي لا يكاد يكفي لثمن الخبز بالرغم من عمل عائلته بالفاعل، وهو يعمل عتالا بسوق الهال، إلا إنهم لم يعد بإمكانهم الاستمرار بالوضع الذي هم عليه بسبب غلاء الأسعار وتدهور العملة التركية”.

وعند سؤاله عن وجهته قال إن له أقرباء في ألمانيا وهم أخوة زوجته دفعوا له كلفة التهريب للوصول لعندهم، ولكنه يعاني من الدخول للأراضي التركية، وأنه خائف على أسرته من عمليات القنص.

مبالغ باهظة تدفع للمهربين مقابل إدخالهم للأراضي التركية ناهيك عن الخوف من القنص اليومية التي يتعرض لها المهاجرين.

وأثناء الجولة أيضا تحدثت مع أحد المهربين الذي رفض كشف اسمه، وعند سؤاله عن التكلفة، أجاب “كلفة الشخص لمكان محدد داخل تركيا وحسب بعدها عن الحدود يصل لنحو ألف وأربعمائة دولار، وبعضهم من يكون معه أطفال لنحو ألفين وخمسمائة دولار”.

وعن حوادث القتل التي تحصل قال “عملية القنص والقتل قائمة وقد قتل الكثير على الشريط وداخل الشريط، وأن من يتم اعتقالهم يتعرضون لشتى أنواع التعذيب والإهانة والصعق بالكهرباء، وفي حالات تتعرض النساء للاغتصاب من قبل عناصر الجندرما، وهذه الحالات تحصل ليلا وقبل وصول المعتقلين داخل الأراضي التركية للمخفر”.

ويضيف المهرب “ازدياد ملحوظ بنسبة المهاجرين هذه الأيام وذلك يعود لتسهيل الحكومة التركية للهجرة إلى أوربا من ناحية، ومن ناحية أخرى الفقر وانعدام فرص العمل للشباب وغلاء المعيشة من ناحية أخرى”.