لكل السوريين

التسول يغزو حمص وينتشر كعمل اعتيادي

حمص/ بسام الحمد

بات التسول مشهداً اعتيادياً وعملاً روتينياً للكثير من السكان في حمص وخاصة الأطفال، حيث يلبس الكثير منهم ألبسة رثة لتساعده في عملية التسول.

أدى تردي الوضع الاقتصادي في حمص، إلى توسع ظاهرة التسول بشكل غير مسبوق، حيث باتت هناك عوائل كاملة تمتهن التسول أو تسأل الناس في الطرقات عن أي شيء.

وتجاوز سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية 7150 ليرة سورية أمام كل دولار في انهيار هو الأكبر من نوعه، في انهيار تاريخي للعملة، وفشل الحكومة السورية في إيجاد أي حلول لهذا الانهيار.

ومع هذا الانهيار الدرماتيكي لليرة، تضخمت الأسعار بشكل كبير في حمص، حيث لم يعد هناك أي سعر ثابت لأي سلعة في عموم سوريا.

وتشهد حمص نتشاراً واسع لظاهرة التسول، زيادة عن الأشهر الماضية بشكل ملحوظ، إذ ينتشر كبار في السن ورجال وأطفال ونساء.

وحين التجوال في شوارع وأحياء جمص، يلاحظ المارة انتشار المتسولين في كل مكان، منهم من يتخذها كمهنة بدلاً عن العمل، باعتبار أنه قد تحقق له دخلاً أفضل من أي وظيفة لا يتجاوز الراتب الشهري الـ 300 ألف ليرة سورية (3 أضعاف راتب الموظف)، أو أن بينهم موظفين رواتبهم لا تكفي لشراء الحاجيات الأساسية لأبنائهم.

وقال أصحاب محال تجارية، “في سوريا هناك نوعان من المتسولين، الأول يتبع لعصابات أو أشخاص ليسوا بحاجة فعلية إلى فعل ذلك، حيث إنهم قادرون على العمل بكرامة حتى وإن كانت عوائدهم قليلة.

وعن آلية عمله وما يحصل عليه من أجر، قال أحد المتسولين، إنه ما إن تقف سيارة للحظات حتى يبدأ بمسح زجاجها، وعند الانتهاء يقدم له السائق مبلغًا بسيطًا جدًا.

يعيش حمص ظروفًا اجتماعية واقتصادية صعبة بعد مضي سنوات على الحرب، أفضت لعوامل يسودها الفقر والنزوح والتسرب الدراسي، وراحت المنطقة تعج بأطفال الشوارع المتسولين، لدرجة أن تلك الظاهرة أضحت معتادة وطبيعية.

ويتعرض الأطفال في أثناء ممارسة مهنة مسح سيارات المارة، لمخاطر متعددة، منها الحوادث المرورية أو التحرش والاستغلال، أو العنف اللفظي والجسدي، دون أن تتحمل أي جهة حماية هؤلاء الأطفال.