لكل السوريين

مع قدوم العام الجديد.. أجواء الحرب مستمرة في أوكرانيا ومطالب الجانبين متناقضة

أعلنت روسيا رفضها لإجراء مفاوضات سلام بشروط أوكرانية، وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية في مؤتمر صحفي “لم نتبع شروط الآخرين قط، ركزنا فقط على ظروفنا، وعلى التفكير السليم”.

ونفى الكرملين وجود خطة سلام لدى أوكرانيا، واتهم كييف بأنها لا تأخذ “حقائق اليوم” في الاعتبار.

وأكد رفضه لأي خطة سلام لا تعترف بها أوكرانيا بضم المناطق التي ضمتها موسكو قبل أشهر بعد إجراء استفتاء فيها.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة للتفاوض مع كل أطراف الصراع الأوكراني وفق “حلول مقبولة”.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو لبحث القضايا الأمنية في أوكرانيا وغيرها من القضايا الاستراتيجية الكبرى.

ولكنه قال لا يمكن التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلا إذا أدركت واشنطن “سلبية سلوكها الحالي”، وفق تعبيره.

وأضاف أنه لا بديل لبناء علاقات الاحترام المتبادل مع روسيا في أوكرانيا، وطالب واشنطن بالتخلي عن موقفها الراهن تجاه بلاده.

أجواء الحرب مستمرة

على ما يبدو، كان بوتين يتوقع أن تقبل أوكرانيا بشروط بلاده للتفاوض، ولكن هذه الحسابات الخاطئة قد تؤدي إلى استمرار النزاع دون وجود ملامح نهاية له في الأفق.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد طالب القوات الأوكرانية بالاستسلام “وإلًا فستواجه حربًا مستمرة”.

وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء تاس الروسية “إن مقترحات موسكو بشأن نزع السلاح والقضاء على النزعة النازية في أوكرانيا معروفة تماماً لدى كييف”.

وطالب السلطات الأوكرانية بالتحرك للقضاء “على التهديدات لأمن روسيا، وإلّا فإن الجيش الروسي هو الذي سيحسم الأمر”.

وبعد ساعات من تصريحات لافروف، تعهد الرئيس الأوكراني زيلينسكي بمواصلة إعداد قوات الدفاع والأمن الأوكراني رداً على “العدوان الروسي المستمر”، وأشار إلى أن العام القادم سيكون حاسماً فيما يخص المعارك على الأرض.

وقال المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك إن تهديدات لافروف والتعبئة العسكرية والعقود السرية التي تبرمها روسيا مع إيران، لن تساعدها على مواجهة الواقع.

محاولات للخداع

في ظل تبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن إجهاض إمكانية التفاوض بينهما، قال الرئيس الروسي إن بلاده جاهزة للتفاوض.

وعقّب نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس على ذلك بقوله “إن بوتين أكد استعداده للتفاوض ولكن بحذر، لأن موسكو تواجه مشكلة في تحديد فحوى المفاوضات والضمانات التي تجعلها حقيقية وذات معنى”.

وأشار إلى أن المفاوضات السابقة كانت محاولة لخداع روسيا، ولم تكن هناك رغبة حقيقية لتلبية الشروط المتفق عليها، وشدد على أن مطالبة السلطات الأوكرانية باستعادة المناطق التي ضمتها موسكو، سيجعل الدخول في مفاوضات أمراً صعباً.

وبالمقابل، طالب الرئيس الأوكراني بانسحاب القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية كشرط لبدء المفاوضات.

وقال مستشار الرئيس الأوكراني إن روسيا لا تريد المفاوضات، ولكنها تحاول تجنب المسؤولية وتواصل قتل المدنيين.

واعتبر مساعد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لشؤون روسيا وأوكرانيا، أنه لا توجد أي مؤشرات تبين أن روسيا جادة في المفاوضات مع أوكرانيا، وأنها تفكر في الانسحاب منها.

مطالب متناقضة

ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشروط التي تراها بلاده ضرورية للسلام، وقال إن على أوكرانيا أن تستسلم وإلّا فإن الحرب ستستمر.

وأكد على شروط بلاده المتمثلة في اجتثاث النازية ونزع سلاح أوكرانيا وتخليها عن الأراضي التي ضمتها روسيا.

وبالمقابل، طالب الرئيس الأوكراني انسحاب القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية،  وضرورة أن تتضافر الجهود الدولية لمنع روسيا من شن عدوان مسلح على بلاده في المستقبل، وعودة المناطق التي ضمتها موسكو إلى أوكرانيا.

واشترط وزير الخارجية الأوكراني أن تخضع روسيا للمحاكمة في محكمة دولية على جرائم الحرب التي ارتكبتها في بلاده.

ويتضح أنه في ظل سعي روسيا إلى تحطيم معنويات الأوكرانيين من خلال تصعيد هجماتها على البنى التحتية، وإصرار الأوكرانيين على التصعيد الميداني، تبقى احتمالات إجراء مفاوضات ببين البلدين ضئيلة، حيث يتطلب التوصل إلى اتفاق سلام تغييراً في مواقف الجانبين، ولا دليل حتى الآن على حدوث هذا التغيير، أو على حدوثه في وقت قريب.