حماة/ جمانة الخالد
عادت أم جميل (55 عامًا) من سكان مدينة السلمية شرقي حماة، لاستعمال الشموع، بعد أن سرق اللصوص لوح الطاقة الشمسية الذي كان يؤمّن لمنزلها إنارة ليلية.
وتقع سلمية إلى الشرق من مدينة حماة، وتشهد الكثير من حوادث السرقة، بأكبال الكهرباء وكل شيء من سيارات وغيرها.
وتعيش مدينة السلمية حالة من الفوضى والفلتان الأمني، تتمثل في كثرة حالات السطو على الممتلكات الخاصة من محال تجارية، وصيدليات، وأدوات كهربائية، وألواح طاقة وسيارات ودراجات.
واشتكى سكان من المدينة من كثرة حوادث السرقة، التي باتت تقوّض الحركة التجارية داخل المخيم.
وشهدت المدينة في الأسابيع الأخيرة حالات سرقة استهدفت المحال التجارية، والصيدليات، ومحال الاتصالات، بالإضافة إلى سرقة ألواح للطاقة ومضخات مياه، الأمر الذي دفع العديد من التجار لترك العمل بالمخيم.
ويدور حديث بين السكان عن أن الدافع الرئيس لحوادث السرقة هو الإدمان على المخدرات، إذ يسعى المدمنون للحصول على المال بأي طريقة كانت.
أيهم (28 عامًا) من سكان مدينة السلمية، إن أغلبية اللصوص هم ممن كانوا مع الدفاع الوطني وبعضهم يعمل بشكل جماعي (مجموعات سطو مسلح)، وبعضهم يعمل بشكل فردي.
وأضاف الشاب أن تشكيل مجموعات حراسة ليلية أمر غير ممكن لبعد المحال التجارية عن بعضها، وانقطاع الكهرباء ليلاً.
ووصل عدد سكان مدينة سلمية إلى أكثر من ثلاثة آلاف عائلة، وكان عدد سكان المدينة أكثر مما هو عليه حالياً نتيجة القصف والتهجير والهجرة هرباً من الأعمال الحربية.
وفي تموز 2013، اشتدت المعارك حوالي مدينة السلمية، وقطعت خطوط المياه والكهرباء ومنعت المواد الغذائية من الدخول.
ويعيش سكان المدينة الواقعة وسط سوريا تحت خط الفقر، باعتماد أغلبهم على مردود عملهم اليومي، الذي حُرموا منه بسبب الحصار المفروض عليهم.
كثرة السرقات في الفترة الأخيرة مردها أسباب عديدة أولها تردي الواقع الاقتصادي والأمني في مناطق الداخل السوري، خصوصاً أن معظم اللصوص هم عناصر سابقون في الدفاع الوطني، اضطروا إلى الانسحاب منها بعد أن قلّت عمليات “التعفيش” من مناطق سيطرة المعارضة وغيرها، واعتمادهم على الراتب كمصدر دخل وحيد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الدراجات النارية التي تتراوح أسعارها بين 300 ألف وحتى المليونين، عدا عن سهولة سرقتها.
تردي الوضع الاقتصادي لم تقتصر نتائجه على ذلك، فقد انتشرت في الشهرين الأخيرين ظاهرة سرقة المحال التجارية، والتي كانت أغلبها سرقات خفيفة كمبالغ مالية قليلة أو تلفونات نقالة أو بطارية إنارة منزلية، وهو ما فسره بعض الأهالي أن السارقين أناس فقراء عاجزون عن تأمين قوت يومهم كما أظهرت بعض كاميرات المراقبة، خاصة أن هذا الأمر لوحظ ازدياده في الآونة الأخيرة تزامناً مع الغلاء المترتب عن انهيار العملة.