لكل السوريين

شبح المجاعة يخيّم على قطاع غزة.. والأمم المتحدة تحذّر

تحقيق/ لطفي توفيق

يخيّم شبح المجاعة على قطاع غزة في ظل استخدام الحكومة الإسرائيلي سلاح التجويع منذ بداية حربها على القطاع.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة، إن سوء التغذية الحاد يتفاقم في شمال قطاع غزة، حيث يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال تحت سن العامين من سوء التغذية الحاد.

وذكرت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، أن إسرائيل منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أو الذهاب إلى الشمال، بدلاً من تسهيل وصولها، مما جعل وضع الجوع كارثياً.

وأكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة حوّلت القطاع إلى “مقبرة مفتوحة”.

وقال خلال اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل “كانت غزة قبل الحرب سجناً مفتوحاً، وباتت اليوم أكبر مقبرة مفتوحة”.

وأضاف “إنها مقبرة لعشرات آلاف الأشخاص، ومقبرة للكثير من أهم مبادئ القانون الإنساني”.

وكرّر بوريل اتهام إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح حرب من خلال عدم السماح لشاحنات المساعدات بالدخول إلى القطاع.

توثيق الاعتداءات

وثّق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أكثر من عشرين هجوماً على الفلسطينيين خلال انتظارهم للمساعدات، منذ منتصف شهر كانون الثاني الماضي.

ومن بينها الهجوم الذي وقع على مئات الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون وصول قافلة شاحنات المساعدات عند دوار الكويت، وهو المدخل الجنوبي الرئيسي لمدينة غزة الذي تصل منه شاحنات المساعدات الإنسانية القليلة التي تدخل إلى شمال غزة، وأدى الهجوم إلى مقتل عشرين شخصاً، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

وكان هذا الهجوم العاشر من نوعه خلال الشهر الحالي، الذي يتم فيه إطلاق النار على أشخاص وقتلهم أو إصابتهم أثناء انتظار المساعدة، حسب الأمم المتحدة.

وفي الحادث الأكثر دموية، قتل أكثر من مئة فلسطيني وجرح عدد أكبر، عندما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على قافلة للمساعدات في مدينة غزة أواخر شهر شباط الماضي.

وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية فتحت النار على الفلسطينيين الذين تقدموا باتجاه شاحنات المساعدات، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

ظروف أسوأ من كارثية

قالت منظمة أوكسفام الإنسانية “إن الظروف التي شهدناها في غزة أسوأ من كونها كارثية”، واتهمت إسرائيل بـ”تعمد منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك المواد الغذائية والمعدات الطبية، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي”.

ونددت المنظمة غير الحكومية بأساليب تفتيش المساعدات التي تؤدي إلى تأخير دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع الفلسطيني لعشرين يوماً على الأقل.

وأدانت “الهجمات ضد عاملين في المجال الإنساني وضد هياكل للمساعدات وقوافل إنسانية”.

وانتقدت “الحظر اليومي لبعض المعدات المصنفة على أنها ذات استخدام مزدوج”، وهي مواد قابلة للاستخدام لأغراض عسكرية.

وأوضحت أن أكياس مياه أو أدوات لتحليل المياه قد رفضت في إحدى شحناتها، كما أن بعض المعدات الضرورية لعمل موظفيها، مثل معدات للاتصال أو للحماية، أو المولدات الكهربائية لتشغيل مكاتبها، تخضع لقيود كثيرة.

وأشارت المنظمة إلى “قيود مفروضة على وصول العاملين في المجال الإنساني، ولا سيما في شمال قطاع غزة”.

ووفقاً للمنظمة، فقد دخل إلى المنطقة الشهر الحالي أقل من ربع من المساعدات اليومية التي كانت تدخل قبل السابع من شهر تشرين الثاني الماضي.

الأمم المتحدة تحذر

قال خبير في الأمم المتحدة هذا الشهر “إن إسرائيل تدمر المنظومة الغذائية في قطاع غزة ضمن حملة تجويع أوسع نطاقاً”.

ومن المتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع بأي وقت، في حال عدم وجود أي تدخل عاجل للحيلولة دون ذلك، وفق ما جاء في تقييم أمن غذائي مدعوم من الأمم المتحدة.

وحسب تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” الذي أعدته الأمم المتحدة، يعاني حوالي 1,1 مليون فلسطيني من أكثر مستويات انعدام الأمن الغذائي حدة.

وتوقع التقرير تفشي المجاعة في شمال قطاع غزة “حيث لا يزال هناك نحو 300 ألف شخص محاصرين بسبب القتال”، وفقا لوكالة رويترز.

وذكر التقرير أن عدد الأشخاص الذين يواجهون كارثة الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة ارتفع إلى أكثر من مليون شخص، بما يمثل حوالي نصف السكان.

وأضاف أن “المجاعة متوقعة ووشيكة في محافظتي شمال غزة وغزة، ومن المتوقع أن تصبح واقعاً جلياً من الشهر الحالي إلى شهر أيار القادم”.