لكل السوريين

منظمات دولية: سوريا في أكبر أزمة إنسانية بتاريخها

حذرت منظمات إنسانية دولية من أن الوضع الإنساني في سوريا كارثي وأسوأ من أي وقت مضى، حيث تعاني البلاد من أكبر أزمة إنسانية في تاريخها الحديث. مشيرةً إلى أن أكثر من نصف السكان يعانون من الجوع، في حين يعتمد أكثر من 16 مليوناً على المساعدات.

وجاء في بيان نشرته منظمة “العمل ضد الجوع” الألمانية بعد مرور 13 عاماً على الحرب في سوريا، يواجه البلد العديد من الأزمات، فالسكان يُهجرون من منازلهم، وتنتشر الأوبئة مثل الكوليرا، ويضر الجفاف بالزراعة، وتتسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلزال المدمر الذي وقع العام الماضي في مصاعب كبيرة”.

وقال المدير الإداري للمنظمة، جان سيباستيان فريدريش روست، إن “الوضع الحالي في سوريا حرج للغاية، حيث يعيش 90 في المئة من السكان في فقر، ولا يلوح في الأفق أي تحسن”.

وأضاف أن “الأزمات الإنسانية تتفاقم في جميع أرجاء العالم، ولكن القليل منها فقط هو محور الاهتمام الدولي، وبالتالي يجب ألا ننسى سوريا، ويجب أن نفعل كل ما في وسعنا لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، وفوق كل شيء، يجب أن نستثمر في إعادة الإعمار حتى يتمكن الناس من بناء حياة كريمة”.

ارتفاع أسعار الغذاء ونقص بالمياه وتفشي الأوبئة

وبحسب المنظمة، “تواجه سوريا معدل تضخم بلغ 100 في المئة منذ بداية العام الجاري، وتؤثر الأسعار القياسية للوقود والغذاء تأثيراً مدمراً على الفئات السكانية الأكثر ضعفاً في البلاد، وتضطر العديد من العائلات إلى الاختيار بين تكاليف الغذاء أو المدرسة أو الدواء أو النقل، إذ لا يمكنها تحمل تكاليف كل شيء”.

يقول المدير القطري لمنظمة “العمل ضد الجوع” في سوريا، داريوس زيتيك: “لقد فاقمت درجات الحرارة المتجمدة في فصل الشتاء من هشاشة وضع السكان السوريين، حيث لا يستطيع كثيرون شراء الوقود لتدفئة منازلهم”.

وذكر البيان أن “المياه النظيفة نادرة في سوريا وقد تفاقم الوضع خلال السنوات الأخيرة، وهذا لا يؤثر فقط على إنتاج الغذاء وسبل عيش الناس الذين يعملون في الزراعة وتربية الماشية، بل يشكل أيضاً تهديداً خطيراً على صحة السكان، إذ تضطر العديد من الأسر إلى الحد من استهلاك المياه أو شرب المياه الملوثة، ما يؤدي إلى انتشار الأوبئة مثل تفشي الكوليرا العام الماضي”.

“الوضع في سوريا مرعب”

من جهتها، أشارت منظمة الإغاثة الألمانية “كاريتاس” في بيان، إلى أن “الوضع الإنساني في سوريا أسوأ من أي وقت مضى”. وقالت المتحدثة باسم الجمعية ريجينا كالتنباخ خلال تلخيص انطباعاتها الأخيرة عن سوريا إن “الوقت يداهمنا، فالناس في سوريا بحاجة أخيراً إلى حل بعد ثلاثة عشر عاماً من التدهور المستمر”.

وأضافت كالتنباخ “أنا مرعوبة حقاً من الوضع الحالي، فالناس منهكون ومرهقون مالياً، والشباب على وجه الخصوص يفكرون في الهجرة بسبب انعدام الآفاق”. محذرة من أنه “إذا استمرت وفق هذا الاتجاه، فسيكون الوضع كارثياً، فمنذ بدء الحرب عام 2011، فرّ أكثر من 6.7 ملايين شخص إلى بلدان أخرى، وإذا استمر هذا الوضع، فإن البلاد ستفقد مزيدا من الأشخاص الذين هناك حاجة ماسة إليهم لإعادة الإعمار.

أكثر من 16 مليوناً في سوريا يعتمدون على المساعدات

ووفقاً للبيان “مرة أخرى أدت الحرب المستمرة منذ ثلاثة عشر عاماً والزلزال الذي ضرب مناطق شمال غربي سوريا العام الماضي، والذي أثر أيضاً بشكل كبير على المنطقة، إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان في البلاد بشكل كبير”.

وفي وصفها للواقع السوري، أوضحت كالتنباخ أن “معدل التضخم المرتفع، وتعثر عملية إعادة الإعمار، والبنية التحتية الطبية البدائية، والارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية والبنزين، تؤثر على السكان الذين يعانون من الهزال والاستسلام، والذين يزدادون فقراً بسبب نقص العمل وركود الأجور”.

وبحسب “كاريتاس”، “يعيش أكثر من 90 في المئة من السكان في سوريا تحت خط الفقر، وتتزايد عمالة الأطفال، وكذلك نقص وسوء التغذية، ويعاني 12.1 مليون شخص في سوريا من الجوع، ويعتمد 16.7 مليون شخص على المساعدات الإنسانية، وهو أكبر عدد منذ بداية الحرب في عام 2011.