لكل السوريين

من ذاكـــرة التاريخ ملاحـم خـالدة

الملحمة قصيدة قصصية طويلة تدور أحداثها غالباً حول بطولات فائقة لأشخاص غير عاديين، وتتناول حكايات نشأة شعب ما منذ بداية تاريخه، أو قائع ذات دلالة على هوية أمة من الأمم.

وهي مصطلح أطلق للمرة الأولى على ملحمتي الإلياذة والأوديسة، ثم أطلق على أعمال أخرى،

والشعر الملحمي من الأجناس الأدبية القديمة، وقد عرفه اليونانيّون القدماء وكان وسيلتهم في تسجيل الأحداث التاريخية التي مرت عليهم.

وغالباً ما تركز الملحمة على القيم المطلقة كالشجاعة والشرف والمروءة والتضحية من أجل الآخرين والدفاع عنهم ضد الشدائد، وتنتقل من جيل إلى آخر عن طريق المدوّنات المكتوبة على ألواح طينية، أو حسب أساليب الكتابة المتّبعة في كل عصر.

وأبطال الملحمة من البشر الذين يحظون بأهمية تاريخية بالغة، وتتمازج أعمالهم أحياناً، مع أعمال بعض الكائنات الأخرى مثل الآلهة والشياطين والوحوش.

ملحمة الأوديسة

الأوديسة قصيدة ملحمية طويلة تناولت قصة أوديسيوس ملك إيثاكا الماكر، الذي ساعدت فكرته حول حصان طروادة في كسب الحرب معها.

وبعد سقوط طروادة، حاول أوديسيوس العودة إلى منزله في إيثاكا، ولكن عودته إلى الوطن لم تكن سهلة حيث واجه العديد من المشاكل والتجارب التي أخرته، وجعلت من عودته مغامرة طويلة وشاقة ومليئة بالمخاطر والإغراء والذكاء.

غرق أوديسيوس خلال عودته في البحر وأنقذته الإلهة أثينا، ثم قام برحلات عبر العديد من الأراضي، وتغلّب على عقبات عديدة بمساعدتها، ثم تم إرشاده من قبل أكلة اللوتس خلال رحلته في أرض الموتى قبالة جزيرة إله الشمس، وساعده العملاق بوليفيموس في الوصول إلى إيثاكا.

وخلال غيابه تم الاستيلاء على منزله من قبل الخاطبين الذين دمروا منزله وأرضه، وتنافسوا على طلب زوجته للزواج اعتقاداً منهم بأنه قد مات، وأجبروا زوجته بينيلوب على اختيار أحدهم للزواج.

فوضعت بينيلوب خطة لمماطلتهم، ووعدت باختيار أحدهم بمجرد أن تنتهي من نسج نسيج على شرف زوجها، وكانت تقوم بفصل النسيج ليلاً دون علم الخاطبين حتى لا يكتمل.

وعندما وصل أوديسيوس إلى المنزل، تنكرت الإلهة أثينا في هيئة متسول عجوز حتى يتمكّن من دخول منزله بمساعدة ابنه دون أن يكتشفه أحد.

وابتكر مع ابنه خطة لاستعادة منزله، وتمكّن بعد سلسلة من الاختبارات الصعبة، إثبات قوّته وهزيمة الخاطبين واستعادة زوجته ومنزله.