لكل السوريين

على غير العادة.. ركود بأسواق حمص

حمص/ بسام الحمد

بات يتضح في حمص تدهور الوضع الاقتصادي إلى مستوى “خطير”، إذ كان من المفترض أن تنتعش عمليات البيع والشراء في هذا الشهر بفعل الحوالات الخارجية، إلا أن ذلك لم يحدث. وفي وقت يشتكي فيه تجار حمص من ضعف الإقبال، يشتكي متسوقون من تدني جودة البضائع وقلّة التنوع وسط ارتفاع الأسعار.

رغم الإقبال على عيد الميلاد والاحتفالات برأس السنة إلا أن الوضع الاقتصادي يعاني ويشهد ركوداً غير مسبوق في المدينة الواقعة وسط سوريا، والتي تحوي على عدد كبير من المسيحيين على وجه الخصوص.

جعل التضخم المستمر في سوريا من الحوالات بالكاد تكفي لتأمين الطعام والشراء والدفء، ما أسهم بفرض ركود خطير على الأسواق انعكس سلباً على الجميع في سلسلة البيع سواء المستورد أو المصنّع إلى تاجر الجملة فالمفرق ثم الزبائن، خاصةً وأن كلفاً مرتفعة بشكل دائم تركّب على البضائع في سلسلة البيع ما يجعل سعرها غير منطقي.

في أسواق حمص عادة ما تكثر حركة المتسوقين في مثل هذا الشهر من العام لشراء الملابس الشتوية، لكن الأسواق باتت شبه خالية وسط قلة في عرض الموديلات الجديدة والاعتماد على تكرار ما لم يتم بيعه منذ أعوام.

البائعون باتوا  غير قادرين على تسوق بضائع ذات جودة لأن سعرها مرتفع جداً وقد لا يشتريها أحد وينتهي بها الحال إلى المستودعات، كما أن الأسواق السورية تفتقد الأقمشةَ الجيّدة حاليا والتجار عزفوا عن استيرادها أو تهريبها لأن سعرها مرتفع ولا يتناسب وقدرة السوريين، فاتجه معظم التجار والمصانع للأقمشة الرخيصة والتصنيع بجودة متدنية لخفض التكاليف.

وبشكل عام، حتى الملابس ذات الجودة المتدنية سعرها مرتفع جدا قياسا برواتب السوريين، فالكنزة القطنية “الولّادي” يمكن أن يصل سعرها إلى 100 ألف ليرة للنوعية الأقل من متوسطة، بينما “الرجالي” بـ200 ألف، ويتضاعف السعر تقريبا للنوعية الجيدة، وكل ذلك أثّر على حركة الأسواق ومردود التجار ودفع الطرفين للتذمر.

أسواق حمص يفترض أن تعجّ في مثل هذه الأوقات بمتسوقي أشجار الميلاد وزينتها، لكن باتت السوق شبه خالية من المتسوقين ومستلزمات الأعياد على حد سواء، وهناك قلة عدد الأشجار المعروضة قياسا بالعام السابق، وذلك بسبب “عدم وجود استيراد”.

وصل سعر شجرة الميلاد 120سم، والمصنوعة بنسبة 70 في المئة من النايلون الرقيق جدا إلى 750 ألف ليرة سورية، بينما هناك نوعيات أقل جودة بـ600 ألف ليرة، في حين لا توجد زينة في السوق بأقل من 30 ألف ليرة بعدد قطع لا يتجاوز الـستة.

لم تتجه المعامل السورية بعد لصناعة مستلزمات العيد محليا، فلا توجد لا أشجار ولا زينة ولا حتى ملابس تنكرية لزي بابا نويل مصنعة محليا، لأنها لو صُنعت محليا لارتفع سعرها أكثر من المستورد.