طرطوس/ أ ـ ن
مشاكل الزراعة ومصاعبها كغيرها من القطاعات الاقتصادية التي تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للسكان، خاصة في محافظة تعد زراعية بالدرجة الأولى مثل طرطوس، والتي تشتهر بعدد من الزراعات أهمها: الزيتون، الحمضيات، الزراعات المحمية، الخضروات لقد تعرضت المحاصيل التي تمت زراعتها إلى أضرار بسبب الأحوال الجوية السائدة في الشتاء من صقيع ورياح، وغيرها من عوامل الطقس، إضافة الى الصعوبات التي تواجه الفلاحين، وهي كثيرة، وكل زراعة لها خصوصية معينة، بالإضافة إلى أن لكل منطقة زراعية احتياجات مختلفة عن المنطقة الأخرى، ومن أهم الصعوبات: عدم وجود سوق لتصريف المنتجات، وأسعار هذه المنتجات منخفضة، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعية بنسب تجاوزت 100بالمئة ومستمرة بالارتفاع ورافقه ارتفاع في أسعار الخضراوات والفواكه في الأسواق ، وضعت الفلاح في مغامرة كبيرة بالاستمرار بالزراعة وكل من يخونه الحظ ويتعرض موسمه للتلف بسبب الأمراض أو الظروف الجوية بحاجة إلى عدة سنوات من العمل لتسديد ديونه.
السيد أبو عثمان من تجار البازار بطرطوس: اعتبر أن بيع أي كيلو خضرة أقل من 2000ليرة يحمل خسارة للفلاح، وسيقوم بإتلاف محصوله كون أجور اليد العاملة مرتفعة ولا يوجد أجرة عامل أقل من 15 الى 20آلاف في اليوم، وساعة أجرة الفلاحة ارتفعت جدا وخاصة بعد غلاء المحروقات المتكرر، ومصروف الأدوية كبير جدا، وإن ٩٠ بالمئة من الأدوية الموجودة في الصيدليات تهريب وغير معروفة المنشأ، أو درجة الفعالية، وحتى البذار تأتي إلى سورية من الأردن دون اختبار جودتها، وحال الفلاح بعد الارتفاعات المتتالية في أسعار المستلزمات الزراعية مؤلم، والأسعار الجديدة من شأنها رفع أسعار الخضراوات في الأسواق خلال كل موسم، وسيبقى التسعير بيد تجار سوق الهال وسقف الحد الأدنى للبيع لدى المزارع سيرتفع وربح تجار الجملة سيرتفع وربح تجار المفرق سيرتفع وضغط المستهلك سيبقى مرتفعا جدا.
السيد خالد مهندس زراعي في الشيخ بدر أضاف قائلا: أن الفلاحين يقومون بشراء المازوت من أجل سقاية محصول ما عندهم، من السوق السوداء بأسعار مرتفعة في ظل عدم كفاية الكميات التي توزع عليهم من المازوت المدعوم، كما أن أجور الجرارات تختلف وكل مالك جرار يحدد السعر وفقا لرغباته وليس هناك سعر موحد، كما أن كميات السماد التي توزع على الفلاحين من المصارف الزراعية لا تغطي الحاجة لذا يضطر الفلاحون لشرائه من السوق السوداء، ووصلت ساعة الفلاحة على الجرار الزراعي إلى 175 ألف ليرة، بينما ساعة الفلاحة على العزاقة بلغت 75 ألف ليرة، وعلى الدواب بلغت150 الف ليرة، وأجور الفلاحة على الساعة، ثقيلة جدا على جيوب الفلاحين، وهي تختلف من منطقة إلى أخرى، فالبعض يتقاضى يومياً 175 ألف ليرة، والبعض الآخر يتقاضى 200 ألف ليرة، والحراث ليس بمقدوره إنجاز فلاحة أكثر من دونمين يوميا، كونها تحتاج جهدا ووقتا كبيرين، وأصبحت وفي ظل الوضع المعيشي الصعب مصدر رزق يعتاش منه المزارع هو وأسرته، وإن أغلب أعمال الفلاحة بالمحراث تتم بواسطة البقر او الحمير او الاثنين معا، فأسعارها تحدد وفق أنواع الدابة المعدة للفلاحة وأعمارها وقوتها البدنية.
السيد أبو صقر من ريف الشيخ بدر بين لنا: أن ارتفاع تكاليف الزراعة والفلاحة على الآلات الزراعية، أدى إلى توجه عدد من المزارعين للعودة للمحراث القديم، التي من غير الممكن استخدامها لكل الأراضي فهناك مساحات بين أشجار الحمضيات والزيتون ولا يستطيع الحرار فلاحتها بسهولة، ومن الضروري أن تتم حراثتها على الجرار الزراعي، توفيرا للوقت والجهد، خصوصاً بعض الأراضي تحتاج للفلاحة مرتين، فالحراثة بالدواب تصلح للأراضي ذات الحيازات الصغيرة التي لا تتجاوز مساحاتها دونمين، والأراضي الوعرة التي من غير الممكن دخول الآلات الزراعية اليها، ولا تلحق أضرارا بالأشجار المثمرة، التي تتعرض جذورها وأغصانها للأذى في حال تمت حراثتها على الجرار الزراعي.