لكل السوريين

مع ارتفاع أسعار الأسمدة اضطر المزارعون الى التسميد بالرماد في ريف اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

مع طغيان موجة الغلاء العابر للقارات على جميع المواد المتواجدة في الأسواق السورية، والتي اصابت مؤخرا اسعار الأسمدة، دفعت ببعض المزارعين في ريف اللاذقية الى التسميد بالرماد.

واخبرتنا المهندسة الزراعية السيدة رنيم بان الرماد يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات مثل البوتاسيوم والفسفور والحديد وغيره باستثناء النيتروجين او سماد اليوريا، كما يحتوي على جميع العناصر الصغرى النادرة التي يحتاجها النبات والاشجار والخضروات في نموها. وان العناصر الموجودة في الرماد بالإضافة الى تنوعها تعتبر مواد قابلة للامتصاص بسهولة من قبل النبات أكثر من الكثير من الاسمدة المصنعة، ولهذه الاسباب اعتبر الرماد من الاسمدة المعتمدة بشكل رسمي من الكثير من الدول مثل امريكا أكبر منتج للرماد في العالم وبريطانيا وغيرها، ويستخدم الرماد ايضا في الكثير من الدول العربية في تسميد الاشجار والخضروات المزروعة.

اما المزارع أبو جوان، وهو مزارع قديم ولديه خبرة عملية مديدة بالتسميد بالرماد فأخبرنا ان التسميد بالرماد هو اوفر وأرخص ويعطي طعم ومذاق رائع على الخضروات والمزروعات المسمدة به، لأنه يزود النبتة بجميع العناصر التي يحتاجها النبات ويزودها بخصائص الطعم والرائحة والعناصر المغذية، وهو ببساطة عملية اعادة وتدوير العناصر الغذائية المتجمعة في النبات الى التربة مرة اخرى.

وأضافت السيدة مزن وهي مهندسة زراعية مختصة بمكافحة الحشرات النباتية وامراضها، وقالت بالإضافة الى فوائد الرماد في مكافحة العديد من الامراض الفطرية والحشرات، ولكن مع كل هذه الفوائد توجد محاذير في استخدامه لان الزيادة في وضعه في التربة يرفع قاعدية التربة ويحد من النمو البكتيري والفطري المفيد في التربة, لهذا يجب استخدامه بحذر وبكميات قليلة لإعادة النشاط والحياة للأراضي الضعيفة او المنهكة, لان بعض الاراضي تكون شبه ميتة بالرغم من استخدام الاسمدة المعروفة ولا يعلم صاحب الارض سبب عدم قابلية الارض لإنبات او دفع النبات, الذي قد يكون نقص في عنصر او اكثر غير معروف وغير متوفر في الاسمدة المعروفة , الرماد في هذه الحالة يعتبر حل سحري ودواء شاف لأنه شامل جميع العناصر التي تحتاجها التربة, ولكن بكميات قليل كما قلنا تجنبا لرفع قاعدية التربة كان يوضع كف من الرماد لكل ٤ متر مربع لتجنب اي مخاطر من زيادته, كما يعتبر امر مهم ومنقذ للأرض المزروعة بالأشجار المثمرة والزيتون والحمضيات يكفي ان يوضع مرة واحدة كل سنة او سنتين, وهنا يجب ان ننبه على اصحاب الزيتون والأشجار المثمرة, بضرورة عدم رمي واهمال بقايا ومخلفات تقليم الاشجار وجذوع الزيتون والحمضيات والاشجار الميتة او المقطوعة لأنها تحتوي عناصر غذائية مهمة, يجب ارجاعها الى التربة بإحراقها ونثر رمادها على الارض التي اخذت منها.

وأشار المهندس الزراعي عبد الكريم الى ضرورة الانتباه لعدم رمي واهمال الرماد المتخلف عن الخبز او الشوي لأنه مخزن للمواد الغذائية النادرة وضرورة نثره على اقرب ارض زراعية , كما يجب تحذير اصحاب الاشجار التي تحتاج ارض حامضية مثل العنب والحمضيات  من الاكثار من استخدام الرماد لأنه يرفع القاعدية ويقلل نموها, الا اذا استخدم معه احد المحاليل لرفع الحموضة حينها لا يوجد محذور, ويمكن اعداد محلول للنباتات المنزلية للرش على الاوراق لتسميد النبات وعلاج الامراض والحشرات, بوضع ٢٥٠ غرام من الرماد او اي كمية متوفرة في لتر ماء وغليها لنصف ساعة, وبعد ان يبرد ينتج محلول يسمى مرق الرماد يصفى ويضاف الى ١٠ لتر ماء مع ٥٠ غرام صابون سائل او زاهي , ويرش به ورق النباتات المنزلية لتوفير عناصر غذائية مهمة مع توفير حماية وعلاج للكثير من الآفات والحشرات, وفي جميع الحالات هذا السماد ارخص واقل تكلفة ويغني عن جميع الاسمدة ومنها , باستثناء اليوريا او السماد الابيض الذي يجب استخدامه كما هو معتاد.