لكل السوريين

أسعار الألبسة تكوي قلوب المواطنين قبل جيوبهم في طرطوس

طرطوس/ اـ ن

في جولة على أسواق الالبسة بمدينة طرطوس عبر بعض أصحاب المحال عن استيائهم من الحركة في السوق والركود الذي تعاني منه الأسواق عموما وخصوصا أسواق الألبسة ، حيث قال السيد عصمت أحد أصحاب المحال إن الأسعار فعلا مرتفعة لكن تكاليف الإنتاج في المقابل لا ترحمنا نحن كتجار خاسرون ومن لم يبع منا بسعر مرتفع خاسر لا محالة, وبين أنه بعد فترة قليلة والانتهاء من فترة الأعياد تبدأ فترة التنزيلات وسنضطر لبيع ما لدينا بسعر التكلفة وأقل خوفا من كساده فالبيع بسعر منخفض أفضل من الخسارة المطلقة، لدينا تكاليف إنتاج وعمال ومصاريف عديدة وحاليا تشغيل مولدات ونحتاج لتغيير البطاريات بشكل مستمر لإنارة المحل عدا عن الضرائب وغيرها. وأضاف السيد بديع وهو صاحب محل لبيع الألبسة بطرطوس: حاليا أغلب البضائع الموجودة عندما يتم بيعها لا يمكن شراء ما يماثلها بالنسبة لنا كتجار بنفس الجودة والسعر التكاليف مرتفعة وجودة البضائع لم تعد كالسابق فغالبية المعامل خفضتها.

وفي مسيرتنا التفقدية بأسواق طرطوس فقد توصلنا الى الأسعار المتنوعة والمختلف بين محل واخر وكانت لائحة الأسعار كما يلي:  تراوح سعر الحذاء الولادي بين 40 الى 85 ألف ليرة، والطقم الولادي الشتوي قطعتين بين 150 الى 190 ألف ليرة، والبلوزة الولادي بين 45 الى 85  ألف ليرة ، والبنطال بين 30 الى 65  ألف ليرة ، فيما تراوح سعر البيجاما الولادي بين 45 ألف ليرة  للنوعية الرديئة وبين 125 ألف ليرة للنوعية الجيدة، وتراوح سعر الجاكيت الولادي بين 100 الى 160ألف ليرة، وتراوح سعر البلوزة النسائي بين 75 الى 150 ألف ليرة ، و وبلع سعر الجاكيت النسائي فوق 150 ألف ليرة ، ووصل في بعض الوكالات الى حدود 400 الف ليرة فما فوف،  اما اسعار البنطالون النسائي فتراوح  بين100 الى 250 ألف ليرة  في بعض المحال، اما اسعار الحذاء الشتوي  فتأرجح بين 100 الى 250 الف ليرة,  وأقل سعر حقيبة نسائية من النوع الجيد 50 ألف ليرة , ووصلت أسعار الحقيبة النسائية الى حدود ال150 الف ليرة ، ليتبين أن سعر الملابس تضاعف بشكل كبير عن أسعار الشتاء الماضي وحتى عن أسعار الصيف الماضي.

أبو جميل خياط بالسوق وهو قديم منذ عشرين سنة يمارس مهنة الخياطة، فقد أخبرنا أن الحركة ضعيفة في أسواق طرطوس بسبب الضغوط المعيشية الكبيرة التي يعاني منها غالبية الناس حيث أصبحوا بالكاد يؤمنون لقمة عيشهم، وبات كل ما هو خارج إطار الطعام والشراب والدواء ضمن الكماليات وخارج الحسابات, وان اهم أسباب ارتفاع أسعار الألبسة يعود الى  أن التضخم هو العامل الأساسي وغلاء أجور الأيدي العاملة، بالإضافة لغلاء المواد الأولية الداخلة في تصنيع القطعة، وارتفاع الضرائب بشكل كبير, مما اثر على ضعف القوة الشرائية لأغلبية المواطنين,  مما أدى الى الإقلال من الكمية المنتجة في الورشات وبالتالي رفع سعر القطعة المعروضة للبيع حيث أن تكلفة تفصيل أي قطعة سواء طقم أو تنورة تحدد بحسب مهارة الخياط ولا يوجد تسعيرة حكومية نظامية , و وأضاف حول أجور العمال في ورشات الخياطة للقطعة المنتجة فأجرة بلوزة3500  ليرة سورية ، اما الجاكيت الشتوي فقد وصلت الأجور الى حدود ال15 الف ليرة سورية، مع العلم أن غالبية الناس ابتعدوا عن اللجوء للخياطة حيث أصبحت التكاليف مرتفعة جدا, لكن سعر الملابس في السوق تشير الى ان التسعيرة تحدد من وزارة التموين والتسعيرة النهائية لا تتناسب مع تكلفة إنتاج القطعة لأن وزارة التموين ضمنت في بيان الكلفة كل اللوازم عدا تكلفة المحروقات التي احتاجها إنتاج القطعة فالقطعة تسعر حسب كمية القماش التي احتاجتها القطعة وكلفة تفصيل وخياطة القطعة وكلفة لوازم وتطريز وطباعة.

اما السيد ملهم وهو احد الخياطين المعروفين بطرطوس، فقد اخبرنا ان الخياطة تأثرت كغيرها من المهن بالظروف المحيطة ومنها بالدرجة الأولى ارتفاع سعر الأقمشة فسعر متر القماش ، وقلة لجوء الناس للخياطة لارتفاع التكاليف، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وعدم وجوده إلا لبضع ساعات أثر على الإنتاج ، بالإضافة لعدم توفر البنزين لتشغيل المولدات والغاز لكوي القطع واللجوء للسوق السوداء يجعل الوضع خاسر للخياط, ودائما توجهنا الى الجهات المختصة بتأمين المحروقات الى الذين لديهم ترخيص خياطة كورشة أو محل خياطة, لأننا ندفع ضرائب مرتفعة جدا ونحتاج كمهنيين أقل ما يلزم لتوفر ظروف الإنتاج من كهرباء وبنزين ومازوت لاستمرار عمل الخياطين.