لكل السوريين

تراجع تربية النحل في سوريا عموماً وحماة خصوصاً

حماة/ جمانة خالد 

شهدت تربية النحل تدهوراً في السنوات الأخيرة، وتأثرت كغيرها من المهن بالأزمة التي تمرّ بها البلد، فبعد أن كان عدد المربين قبل الحرب /25000/ بمعدل إنتاج خلايا /4000/ طن، تدهور وبلغ عام 2020 نحو /1500/ طن بسبب نفوق أعداد كبيرة من طوائف النحل المحلي، وفقدان الكثير منها بعمليات النهب والسرقة، إضافة لتدهور السلالة السورية وانتشار الهجن نتيجة الإدخال العشوائي غير النظامي للملكات والذي أدى إلى الخلط الوراثي، كما تناقص عدد المربين إلى نحو /14000/ مربٍ لتاريخه.

ويعاني المربون من ارتفاع أسعار المستلزمات الثابتة (الخلايا الخشبية، الطرود، السكر، الشمع) لدى القطاع الخاص، وضعف القدرة الشرائية لدى أغلب المربين، وصعوبة التنقل والترحيل لتأمين المرعى وتكاليفه المرتفعة، إضافة لتدهور السلالة المحلية.

إضافة لعمليات التهريب التي تحدث عبر المنافذ الحدودية غير المراقبة وإدخال ملكات أجنبية ونحل بطرق غير شرعية مجهولة المصادر والسلالات، في ظل غياب الإجراءات الاحترازية من قبل وزارة الزراعة للحدّ من هذه الظاهرة وحماية الطوائف الأصيلة.

وسمحت وزارة الزراعة باستيراد ملكات نحل من الخارج، وفقاً للقرارات المعمول بها، إلا أن هذا لا يعيق حركة التهريب، ولم يأتي للوزارة بحسب مسؤولين أي طلب للاستيراد في السنوات الأخيرة، بالتوازي تحاول الوزارة إعادة تأصيل وتحسين سلالة النحل السوري عبر مشروع وطني. بحسب مدير زراعة حماة

“حسن خضور” وهو مربي نحل من منطقة الغاب بحماة تحدث عن التلوث البيئي وحرق الغابات ورش المبيدات بطريقة غير علمية، والتأثير السلبي على النحل في ظل غياب واضح للوزارة.

كما أكد عدم دعوتهم لحضور أي مهرجان أو معرض للقيام ببيع منتجاتهم، وغياب أي جمعية تساهم بالتسويق على عكس مراكز المدن، وعمليات البيع التي تتمّ تحدث بشكل فردي للأصدقاء والصيادلة وبعض ميسوري الحال، مؤكداً أن إنتاج العسل في منطقة جورين وعناب ومرداش كان “صفراً” خلال العام الماضي، نتيجة نفوق عدد كبير من النحل والذي بلغ 50% حتى تاريخه.

أما رائد وهو أيضاً مربي نحل فقد خسر 95 خلية نحل من بين 155، نتيجة استخدام المزارعين لمبيدات حشرية غير انتخابية تقتل الحشرة الضارة والنافعة.

وتحدث رائد عن ارتفاع تكاليف تربية النحل ابتداءً من الغذاء المعتمد فيه على السكر، وليس انتهاءً بعمليات ومراحل العلاج، فكل خلية حديثة تحتاج لكيلو سكر بسعر 3000 ليرة، في حين تحتاج الخلية البلدية نصف كيلو، بمعنى إذا كان عدد الخلايا 150 خلية حديثة فإن تكلفة التغذية من السكر وحده مليون و800 ألف ليرة شهرياً.

في وقت يبلغ سعر الخلية المذكورة بين 75 ألف ليرة إلى 100 ألف، والفنية 20 ألفاً تؤمّن من مناشر خاصة في حماة.

وبيّن مربي النحل أن المبيدات الحشرية غير المدروسة لعبت دوراً كبيراً في نفوق فراخ النحل في المنطقة، أما الأدوية ذات السعر المرتفع فهي غير فعّالة ولا تعطي النتيجة المرجوة، إلى جانب مكافحة حشرة الفاروا حالياً والتي تزيد الأعباء.

أما الرياح العاتية التي تعتبر حالة تنفرد بها تلك المنطقة صيفاً، فهي تؤثر سلباً على النباتات وزهورها، وبالتالي على المراعي التي باتت منخفضة جداً، وخاصة بعد الحرب والحرائق المتكررة والعنيفة التي شهدتها الجبال، حيث التهمت 40% من مساحة الحراج في الغاب.