لكل السوريين

أوباش مخادعون !

يُفاجئك العديد من الناس، في هذا الزمن البغيض، بابتسامة عريضة، مرسومة بعناية فائقة وبقالب فيه من النقاء والصفاء  والحنكة ما يكفي، محاولين  اقناعك بمدى  محبتهم وشوقهم واحترامهم لك، في الوقت الذي يدلون للآخرين عنك بأحاديث تسيء لسمعتك ومكانتك،  فيبدأون “بنتف” ريشك على أنك إنسان غير مرغوب بك، بل ويُشكّكون في التعامل معك، على أن خلقك وأنفاسك بحاجة إلى غربلة، وإلى إعادة تدوير و “روداج” من جديد، وأنت ما أنت سوى إنسان مريض بأفكارك الخشبية التي بالكاد تربطك بالآخرين علاقات ودّ تحمل بذور الطيبة والمودة والاحترام، و يحاولون جاهدين تشويه صورتك ويتفّهونها، في حين أنك تقدّر مكانة أمثال هذه الفئة من الناس وتهتم بها، وتفتح لهم جناحيك وتستوعب أحاديثهم رغم ما تحمل من خبث وغل، وما أن يُسلط عليك الضوء من قبل أناس يحترمونك ويقدرونك، تراهم ينتفضون بالاسراع على فتح أفواههم عليك، وينعتونك بأقذر العبارات، ولا ينفكون بإلقاء التهم عليك، وبمن تربطك بهم أي علاقة وإن كانت عابرة، ووصمك بصور لا أحد يتقبلها، كل ذلك من باب الحسد والغيرة التي ما شاء الله يتنافسون وبحدّة للوصول إلى الهدف والمرمى الذي  تجسّده، وفي مقدمة ذلك المال الذي يستيقظ في وجدانهم وفي ضميرهم، وهو عصب الحياة، بالنسبة لأمثال هذه الشريحة من البشر، قصيرو النظر، الذين لا ينفكون عن الاهتمام بك، وما عليهم سوى إيذاء اخوانهم  وأصدقائهم ومعارفهم، والتوبيخ بالآخرين وإلصاق التهم بهم لأجل حفنات من دراهم معدودة، يبحثون جادين لاكتنازها، والتطلع عليهم على أنهم أوباش لا يستحقون الحياة بعرفهم، أو من أجل الاساءة لهم!

الحياة، كما يظنون، خلقت لأجل هؤلاء وحدهم، أما غيرهم من بقية بني البشر فلا؟ فمكانهم، كما يتخيّلون هناك بعيداً، وكل ذلك من أجل الكسب وجمع المال الذي سيذهب بلا شك مع ما ذهَب!

هكذا هم، متناسين في الوقت نفسه نفسياتهم المريضة، وأحلامهم البغيضة وهم بعيدون كلياً عن الواقع الذي أفرز الكثير من أمثالهم، من هذه الصور النتنة القبيحة الماجة الماسخ، التي لا تستحق التقدير والاحترام، ومكانهم ـ وللأسف ـ هناك بعيداً عن الناس الشرفاء الطيبون الذين يحلمون بغدٍ أفضل، فأمثال هؤلاء كل ما يهمهم هو رمي الناس بحجارة كبيرة بهدف الاساءة لهم والانتقام منهم.. وهذا ما يسعون له، ويركضون باتجاهه!

 

عبد الكريم البليخ