لكل السوريين

انخفاض حرارة الجسم قد يكون مؤشر خلل

من الأمور المتعارف عليها أن ارتفاع درجة حرارة الجسم، تعني وجود خلل معين في جسم الطفل، ويعتبر ارتفاعها إلى معدل معين مؤشراً لخطورة الحالة، وبالتالي يثير القلق.

ولكن ربما لا يعلم معظم الأمهات أن انخفاض درجة حرارة الطفل (hypothermia) تحت معدل معين يعتبر مؤشراً لخلل في الجسم أيضاً، وربما يحمل القدر نفسه من الخطورة في بعض الأحيان، ولكن بطبيعة الحال بمعدلات أقل كثيراً.

ومن المعروف أن درجة حرارة الجسم الطبيعية تتراوح بين 36. 7 وبين 37. 3 مئوية، وتخضع لعدة عوامل، منها درجة الحرارة المحيطة، ودرجة النشاط والحركة، فضلاً عن اختلاف طريقة القياس، الذي يمكن أن يحدث فرقاً طفيفاً بين كل طريقة وأخرى. وفي المجمل، فإن حديثي الولادة والرضع يكون جسمهم أقل في القدرة على تنظيم درجة الحرارة، ولذلك فإن معظم حالات انخفاض درجة حرارة الجسم تحدث في هذه الفئة العمرية، وبدرجات أقل جداً في مرحلة الطفولة المبكرة.

أسباب وأنواع الحالات

هناك عدة أسباب لانخفاض درجة حرارة الجسم، مثل الانخفاض الطبيعي لدرجة حرارة الجو، خصوصاً في المناطق الباردة، إذا كان الطفل لا يرتدي ملابس كافية. وهناك أيضاً العدوى. وعلى الرغم من أن العدوى ترفع درجة الحرارة، إلا أن ضعف المناعة الشديد، سواء كان ناتجاً عن خلل مناعي أو بعض الأورام، أو بشكل طبيعي في المبتسرين، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الحرارة في بعض الأحيان. كما يمكن أيضاً أن يكون الانخفاض ناتجاً عن الأعراض الجانبية لبعض الأدوية.

ومن أهم الأسباب أيضاً نقص الغذاء الكافي. ومن الأمور المعتادة حتى لدى الأطفال الأصحاء أن تكون درجة الجسم أقل قليلاً، في حالة أن يكون الرضيع جائعاً، وهناك أيضاً الأطفال الذين يعانون من أمراض في الجهاز العصبي يمكن أن يحدث لهم انخفاض في درجة الحرارة، وكذلك الأطفال الذين يعانون من خلل في الغدة الدرقية وبعض أنواع الأنيميا مثل نقص الحديد (iron deficiency anemia).

وتبعاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية، فإن هناك ثلاثة أنواع من انخفاض درجة الحرارة؛ النوع الأول يكون هناك انخفاض طفيف، وفيه تتراوح درجة الحرارة بين (36.4 و36 درجة مئوية)، والنوع الثاني يكون هناك انخفاض متوسط وفيه تتراوح درجة الحرارة بين (35.9 و32 درجة مئوية)، والنوع الأخير ويكون هناك انخفاض شديد، وهو الذي تقل فيه درجة حرارة الجسم عن 32 درجة مئوية، وتختلف حدة الأعراض تبعاً لكل نوع:

النوع الأول، يعاني الطفل فيه من صعوبة في الرضاعة، سواء الطبيعية أو الصناعية، (في الأغلب تحدث الأعراض للرضع)، ويكون ملمس الجلد بارداً، كما يكون أحمر اللون، ويكون هناك بكاء ضعيف وغير مرتبط بأعراض أخرى. ويكون الرضيع في حالة من الإجهاد، وغير قادر على اللعب، ويحدث خلل في ضربات القلب، سواء كان تسارعاً للضربات أو عدم انتظامها. ويبدو الطفل كما لو كان مخدراً، وفي بعض الأحيان يكون هناك انقطاع مؤقت للتنفس، وتكون الأطراف باردة تماماً، وتحدث رعشة واضحة للرضيع، ويعاني من سرعة التنفس.

في النوع الثاني، تزيد حدة الرعشة بشكل واضح، ويبدأ الطفل في التلعثم، إذا كان قد بدأ في الكلام نتيجة لنقص الأكسجين، الذي يصل إلى المخ، وتحدث صعوبة في التنفس، وأيضاً صعوبة في الحركة.

في حالة الانخفاض الشديد في النوع الثالث، يحدث خلل في النبض، ويصبح النبض ضعيفاً، كما تتسع حدقة العين بشكل ملحوظ، وتتوقف الرعشة، ويحدث فقدان للوعي وخلل في رسم القلب.

نصائح طبية

في حالة حدوث الانخفاض، يجب أن تتم تدفئة الطفل، بداية من التأكد من درجة حرارة الغرفة، في حالة برودة الجو، يتم استعمال مدفأة أو مكيف حتى تصبح درجة الحرارة 25 درجة مئوية أو أكثر، وإذا كان الطفل أكبر من عمر 6 شهور يتم إعطاؤه مشروبات ساخنة، ويتم وضع كمادات مياه دافئة على جسم الطفل في منطقة الصدر والظهر والرقبة.