لكل السوريين

انتشار ظاهر غش منتجات الألبان المعالجة بالدهن النباتي

حماة/ جمانة الخالد

تعتبر منتجات الألبان أساسية في الغذاء اليومي للعديد من العوائل في مدينة حماة، وهذا يعني أن أي تغيير في أسعارها يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الناس.

خلال الشهر الماضي، شهدت أسواق حماة موجة ارتفاعات متتالية في أسعار الحليب ومشتقاته، حيث سعر كيلو الحليب في الورشات يتراوح بين 6200 و 6400 ليرة سورية، بينما يصل إلى حوالي 7 آلاف ليرة في المحلات، وليس ذلك فقط، بل بلغ سعر كيلو اللبن المصفى بين 26 و 28 ألف ليرة، واللبن الرائب ب 7500 ليرة، والجبنة البلدية بـ 35 ألف ليرة، والجبنة المبسترة بين 40 و 45 ألف ليرة.

ما يجعل هذا الموضوع أكثر تعقيدا، هو تواجد مشتقات الألبان المعالجة بالدهن النباتي في الأسواق، وفي حين يعتبرها البعض حلّا مؤقتا لارتفاع الأسعار، إلا أنها خدعة تسويقية بالنسبة للكثيرين، والسبب واضح؛ تقديم منتجات تحتوي على نسبة أقل من الحليب الحقيقي بأسعار أقل، وهذا يجذب العديد من الأشخاص الذين يسعون للتوفير.

تستهلك الورشات الصغيرة ما بين 1 و 1.5 طن يوميا، مما يجعل المجموع اليومي بين 25 و 30 طنا يوميا تقريبا، وهذا يشمل حوالي 200 ورشة تختص بإنتاج الأجبان والألبان.

تقوم الورشات بعرض منتجات من الألبان والأجبان المعالجة بالدهن النباتي، وهذه المنتجات مرخّصة ومصرّح بها، مثل الحلويات والبوظة المصنّعة بالسمن النباتي، وميزتها أن أسعارها أقل من تلك المصنّعة بالكامل من الحليب.

ما أدى لذلك، هي الضريبة المالية التي يدفعها أصحاب الورشات الصغيرة سنويا حيث زادت بشكل كبير، وهذا يزيد من التكاليف على هؤلاء الأشخاص، إذ تتراوح هذه الضريبة سنويا بين مليوني ليرة للورشات الصغيرة وتصل إلى نحو 18 مليون ليرة سنويا، ما يعادل مليون ونصف المليون ليرة شهريا.

بديل مستدام للألبان الحيوانية

مشتقات الألبان المعالجة بالدهن النباتي هي منتجات تحتوي على نسبة من الدهن النباتي بدلا من الدهن الحيواني، وهي تستخدم كبديل أرخص وأسهل للألبان الحيوانية، وبحسب هيئة الغذاء والدواء السورية التي رخّصت هذه المنتجات، فإنها لا تؤثر على القيمة الغذائية والصحية للمستهلكين، وتحتوي على نفس العناصر الغذائية كالبروتين والكالسيوم والفيتامينات.

مع ذلك، قد يكون هناك بعض الجدل حول مدى استدامة وملاءمة هذه المنتجات كبديل للألبان الحيوانية، فبعض الخبراء ينصحون بتجنب المنتجات التي تحتوي على الدهن النباتي، لأنها قد تحتوي على سكريات مضافة أو مواد حافظة أو ملوثات.

كما أن بعض الأنواع من الدهن النباتي قد تكون مشبعة أو مهدرجة، وهذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون لهذه المنتجات تأثير سلبي على البيئة، لأن إنتاج الدهن النباتي يستهلك موارد طبيعية ويسبب انبعاثات غازات الدفيئة.

يرى أطباء أن مشتقات الألبان المعالجة بالدهن النباتي تحتوي على نسبة أقل من الدهن الحيواني، وبالتالي تحتوي على نسبة أقل من الكولسترول والدهون المشبعة، وهذا قد يكون مفيدا للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

إلا أن مشتقات الألبان المعالجة بالدهن النباتي تحتوي على نسبة أقل من البروتين والكالسيوم والفيتامينات، وهذا قد يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية الضرورية للجسم، خاصة للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن، بالإضافة لذلك، فقد تحتوي على بعض المواد الضارة أو الملوثات، مثل السكريات المضافة أو المواد الحافظة أو الهرمونات أو المعادن الثقيلة، وهذا قد يسبب بعض الأضرار الصحية، مثل السمنة أو الحساسية أو السرطان أو التسمم.

بعض التجار يعزون ذلك إلى الإنتاج التصديري الذي يهدف إلى تصدير السلع والخدمات إلى الأسواق الخارجية، والذي يزيد من العرض الإجمالي للسلع والخدمات في السوق العالمي، وهذا يؤدي إلى رفع الأسعار على المستوى المحلي، ويزيد من القدرة التنافسية للمنتجات المصدرة.