لكل السوريين

الغلاء يمنع الفلاحين حراثة أرضهم في ريف اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

أن مشكلة ارتفاع أجور حراثة الأراضي ليست الوحيدة التي تقف عائقا أمام المزارع، الذي أصبح الحلقة الأضعف في عملية الإنتاج الزراعي، ففي ظل ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في أسواق اللاذقية، والتي سببها ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعي بدءاً من حراثة الأراضي وانتهاء بأجور النقل، باتت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية للتمتع بها والحسرة عليها بالبقاء بورا بدون زراعة، لأن عملية حراثتها وزراعتها أصبحت تشكل مصيبة على كاهل المزارع لن يستطيع تحملها.

السيد أبو مفيد مزارع من قرى البهلولية في أواسط الخمسينات أكد: هنالك عدد كبير من المزارعين يعتبرون أن زراعة أراضيهم أصبحت عبئا كبيراً عليهم، واضح ذلك عبر إشارته الى أن تجهيز أرض للزراعة الخريفية مؤلفة من 3 دونمات عبر حراثتها مرتين فقط تبلغ تكلفتها 600 ألف ل.س، بمعدل 100 ألف ل.س أجور حراثـة للدونم الواحد، وأشار إلى أن تكاليف زراعة أراضيهم أصبحت مرتفعة جداً وتشمل الحراثـة، البذار، الأسمدة، الأدوية، إضافة الى أجور نقل المحصول إلى الأسواق، وبالتالي له تأثير كبير في ارتفاع أسعار الخضار والفواكه.

وبين المزارع أبو رفيق من قرية بسنادا: أن الأساس في زراعة أي أرض يعتمد على حراثتها جيداً عبر تقليب تربتها وتهويتها وتنظيفها من الأعشاب الضارة، والآفات وتنعيم التربة لتهيئتها لعملية الزراعة، وأضاف :بسبب ارتفاع الأسعار وخاصة أجور الحراثة باتت أراضينا بورا ودون زراعة، ففي حال زرعنا حقولنا وتكبدنا التكاليف المادية الباهظة فإن مردود محاصيلنا الزراعية لن يسد تكاليف الإنتاج، ولن يضمن لنا هامش ربح معقول يتناسب مع الجهد الذي بذلناه خلال الموسم، ولذلك انصرف الكثير من المزارعين عن حراثة أرضهم والاكتفاء بقلب التربة بشكل بسيط وقلبة واحدة بواسطة أدوات بدائية والتي يعرفها الجميع أنها لا تعطي نفس أداء الجرارات في عملية الحراثـة.

السيد أبو نديم مزارع من قرى الحفة هو أحد أصحاب الجرارات بين: إن ارتفاع أجور حراثة الأراضي يعود إلى ارتفاع أسعار مادتي المازوت والزيت، وارتفاع أسعار تبديل الإطارات، ناهيك عن الأعطال المفاجأة التي تحدث أثناء الحراثة والتي تجعل صاحب الجرار يتكبد مبالغ مالية كبيرة في إصلاح العطل ليعود الجرار للعمل من جديد.

المهندس الزراعي توفيق أشار إلى نقطة أخرى: تتعلق بأن السبب المباشر لارتفاع أجور الحراثة في ريف المحافظة يرجع إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية بشكل عام ومنها مادة المازوت، مبينا أن أجور حراثة الدونم الواحد هو 100 ألف ل.س، وبين الأستاذ توفيق أن اللجنة الزراعية في المحافظة خصصت كمية 5 ليتر مازوت بالسعر المدعوم لكل دونم يوزع على الفلاحين الراغبين بحراثة أراضيهم، وأكد أنه بإمكان الفلاحين التوجه إلى الوحدات الإرشادية التابعين لها لتسجيل أسمائهم في حال أرادوا حراثة أراضيهم للحصول على المازوت المخصص للحراثة.