لكل السوريين

اغتيالات محافظة درعا.. بين تبني داعش لها، ومشكك بمزاعمها

درعا/ محمد الصالح 

وقعت مؤخراً سلسلة من الاغتيالات في محافظة درعا، تشابهت من حيث آلية تنفيذها، وعدم تبني أية جهة للقيام بها.

وفي الأيام القليلة الماضية تم اغتيال مواطن من بلدة “نافعة” على الطريق الواصل بين بلدتي نافعة وجملة، في منطقة حوض اليرموك بالريف الغربي من محافظة درعا، حيث تم استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين يستقلون دراجات نارية، مما أسفر عن مقتله على الفور، ولاذ المسلحون بالفرار.

وفي حادثة مماثلة، اغتال مسلحون ملثمون أمين فرقة حزب البعث في بلدة “السهوة” بالريف الشرقي من المحافظة، حيث تم اعتراضه وسط البلدة، وإطلاق النار عليه بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتله على الفور، ثم لاذ المسلحون بالفرار أيضاً.

وتزايدت في الآونة الأخيرة عمليات الاغتيال التي ينفذها ملثمون يستقلون غالباً دراجات نارية، وتستهدف عناصر من قوات النظام السوري وأفرع الأمن بمحافظة درعا، بطريقة تشير إلى بصمات تنظيم داعش، وهو ما جعل بعض المتابعين يعتقدون بعودة عمليات التنظيم الإرهابي إلى المنطقة بعد غيابها عنها لأكثر من عامين.

مواقف متباينة

في ظل عدم معرفة الجهات التي تنفذ معظم عمليات الاغتيال، يرى المتابعون المقتنعون ببيانات داعش أن التنظيم  يسعى، من خلال عودته لتنفيذ هذه العمليات، لجر المنطقة إلى حرب يستطيع من خلالها أن يعيد تنظيم صفوفه في المنطقة.

في حين يرى المشككون بقيام داعش بعمليات الاغتيال، أن التنظيم الإرهابي يتبنى بعض هذه العمليات بالمنطقة لإيهام أهلها باستمرار وجوده فيها، والسعي لاستعادة حاضنة شعبية له، من خلال زعم التنظيم بأنه ما يزال يدافع عنهم.

ويتساءل المتابعون عموماً عن أسباب عودته، وعن مستقبل المنطقة في ظل عودته إليها.

بينما يرى متابعون آخرون أن زعم عودة التنظيم إلى محافظة درعا هو مجرد ادعاءات روسية لتبرير دخول المنطقة الغربية.

مزاعم داعش

وكان تنظيم داعش قد تبنى مؤخراً، أكثر من عشر عمليات عسكرية في الجنوب السوري، استهدف فيها عناصر قوات النظام السوري ومخابراته في مختلف مناطق درعا، حسب بيانات وكالة “أعماق” الناطقة باسم التنظيم الإرهابي.

كما تبنى التنظيم الشهر الماضي عملية اغتيال عنصرين من الجيش السوري، في محافظة درعا، ينحدران من محافظة السويداء.

وأعلنت وكالة “أعماق” في بيان لها، تبني التنظيم لاستهداف ضابط وعنصر من المخابرات الجوية، على طريق السهوة- المسيفرة شرقي درعا، بالأسلحة الرشاشة.

في حين أن الشابين المستهدفين كانا يؤديان الخدمة الإلزامية، في الجيش السوري، وليس بينهما ضابط.

كما تبنى التنظيم الإرهابي خلال الأيام القليلة الماضية عمليتين إرهابيتين في بادية السخنة، وعملية أخرى في محافظة درعا، التي تنشط فيها خلايا التنظيم، وتتبنى عمليات بين الحين والأخر.

يذكر أن مبالغات بعض وسائل الإعلام بنقل الأخبار، أو التهويل بجانب منها، والتعتيم على جانب آخر، أدخل المواطنين في حيرة من أمرهم حول ما يمكن أن يصدّقوه من سيل الأخبار اليومية التي يتعرّضون لها.

ومما يزيد الطين بلّة تصريحات المنظّرين والمحللين، ومن يقدّمون أنفسهم كقادة رأي، أو قادة مجموعات سياسية موالية أو معارضة، ومعظم هذه التصريحات استعراضية، وتهدف لمجرّد تلميع صور أصحابها.