لكل السوريين

اشتهرت بـ “مدينة الشهيدين”.. الرصافة، لؤلؤة بادية الشام في سوريا، ماذا تعرف عنها؟

تقرير/ أحمد سلامة

اشتهرت البادية السورية منذ القدم بالقصور والقلاع والمنشآت الفريدة، التي أندثر لأقلبها ولم يعد ظاهرا منها سوى بعض الخرائب المتناثرة، أو بعض الاعمدة لشامخة التي تحدت الزمن ونقوش وكتابات لم يمحها القرون التي مضت، لتعتبر شاهدا على عصر صاخبا بالفن والمنجزات والرفاهية، وكأنها محطة تنقلك من زمن إلى زمن أخر

الرصافة وهي “لؤلؤة بادية الشام” في سوريا، وتسمى باليونانية” سيرجيو بوليس”، تقع على بعد ” 30″ كيلوا مترا من مدينة الرقة، مطلة على نهر الفرات، إذ تعتبر كنز لأثري تحت الرمال، وكان لها أهمية تاريخية لا نها طريق القوافل في العصور القديمة

وأجرت صحيفتنا لقاء مع الأستاذ عيسى الدهام، وهو أستاذ وباحث في مجال البحث التاريخي والأثار، حيث أطلعنا على تاريخ مدينة الرصافة الأثرية، ومدى أهميتها في العصور القديمة كونها تتوسط طرق القوافل التجارية،

أوضح الدهام “تاريخ الرصافة يعود إلى زمن بعيد، فقد ذكرت في الكتب القديمة والمدونات، وقد كان لموقعها أهمية كبيرة حيث تنازع عليها الرومان والفرس، قبل أن تصبح على يد “الساسانيين” تابعة لمملكة تدمر، ويشير تاريخ الرصافة إلى العصر البيزنطي

وأضاف “تعتبر ضخامة مدينة الرصافة محط تقدير واحترام لكل من شاهدها، إذ تحتوي على سور ضخم وكنائس عديدة، وخزانات مياه كبيرة، وفيها منشآت وأبنية تعتبر رمزا من رموز الفن والابداع لزوارها، وان هذه التحف الفنية، تسهم في حفظ معالم المنطقة الاثرية، والتعريف بفنونها وتاريخها وأثارها المختلفة

وفي العهد الخليفة الأموي “هشام بن عبد الملك” أصبحت منتجعا صيفا لما لها من جمال وطقس معتدل، واشتهرت بالتعايش بين المسيحين والمسلمين، فقد وجد فيها كنائس عدة ومسجدين، فكانت مثالا للمؤدة والتعايش المشترك بين مختلف الأديان والأعراف، وقد عرفت بتلك الحقبة من الزمن بـ “رصافة هشام”.

وأسرد “أنه في عام “1952” شرعوا علماء ألمان للتنقيب عن تلك الأثار، لمدة ثمان سنوات من البحث المستمر، فتم اكتشاف أجزاء من القصور، واكتشفوا برجين مستديرين، لتصبح بعدها وجهة لعلماء الاثار ومتتبعي العصور القديمة

وفي العام 1996 تم التنقيب بمساعدة الحكومة السورية، فتم اكتشاف أجمل أبواب المدينة تحت الركام، وعثر على نقوش مزخرفة وملونة غاية في الجمال، واحد هذه الابواب يؤدي لشارع مستقيم لوسط المدينة، وقد تم نقل معظم هذه الاثار الى متحف دمشق، وصل الكثير منها إلى الدول الغربية، وسميت بهذا الاسم لأنها بنيت بصخور بيضاء.

والجدير بالذكر بأن منطقة البادية السورية هي مهد للحضارات، وقد خلفت وراءها ارث تراثي كبير يعود لقرون، ويعد علم الأثار علم يختص بدراسة البقايا المادية التي يخلفها الإنسان، وهو دراسة لمخلفات الحضارة الانسانية الماضية، مثل المباني والعمائر والقطع الفنية الفريدة، والتي تكون ذات أهمية كبيرة من أجل التعرف على العصر التي عاش بها إلا نسان والحقب التي مر بها كل عصر من تطور ومعرفة بالأشياء المحيطة به.