لكل السوريين

غلاء أسعار الخضار الموسمية يقف عثرة في وجه أغلب العوائل لتأمين المونة الشتوية

الرقة/ مطيعة الحبيب   

أدى ارتفاع أسعار الخضار الصيفية هذا العام لإجبار العديد من العوائل على عدم ادخار المؤونة الشتوية، على الرغم من أنها تعد مرحلة استعداد رئيسية لفصل الشتاء.

وعلى الرغم من كون الرقة من المحافظات الزراعية على مستوى سوريا إلا أن أسعار الخضروات هذا العام لم تنخفض بشكل يساعد النساء على تأمين المونة الشتوية.

وتقول وضحى العلي، من أهالي مدينة الرقة، اعتادت أن تدخر مؤونة الشتاء في الأعوام السابقة، إن “هناك فرق كبير بالنسبة لأسعار الخضار المخصصة لعمل المونة، فقد كنا نصنع المؤونة بكميات كبيرة، تكفينا كل فصل الشتاء ونصف فصل الخريف”.

وتضيف “نقوم بصنع جميع أنواع المونة الأساسية المشتقة من الحليب مثل الجبنة والسمنة البلدي واللبنة وغيرها، ومن الخضار والبقوليات أيضا، المربيات اضطررنا لعدم ادخارها هذا العام لغلاء السكر، والدبس لغلاء البندورة”.

وتوضح “الكثير من العائلات اكتفت بصناعة المكدوس فقط، لكون الباذنجان متوفر بكثرة، وهذا وقت موسمه، كما وأنها مادة رئيسية لا يمكن التغاضي عن عدم ادخارها، إلا أن المشكلة التي تقف عائقا أمام العائلات هي غلاء أسعار زيت الزيتون، ووصلت تكلفة صناعة 50 كيلو من المكدوس لحوالي 250 ألف ليرة سورية، وهذا كثير جدا”.

وتتابع “هذا العام في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة نقوم بعمل المونة ربع الكمية للعام الماضي والمخصصة لأفراد العائلة لم يعد هناك إلا القليل الذي يعرف اسم المونة البيت الذي لا توجد فيه أنواع المونة لا بركة فيه، وعلى الرغم من هذا الغلاء إلا إنني متمسكة بتأمين المونة ولو بربع الكمية التي كنا نأمنها في السنوات الماضية”.

وتقول أيضا “كنا بعد الانتهاء من عمل المونة نضع المرطبانات الزجاجة على الرفوف في المنزل، كانت تبدو وكأنها نوع من أشكال الزينة التي تلفت الأنظار، فوجود المونة في البيت يحقق نوع من الاكتفاء الغذائي طوال فصل الشتاء، كما أنها كانت توفر من حدة المصروف طوال الفصل، أما اليوم اصبح موسم المونة مصدر قلق لدى أغلب العوائل في مدينة الرقة بسبب الغلاء الذي أطاح بهم إلى خط الفقر، فليس لهم الجرأة والامكانية بالإقدام على موسم المونة”.