لكل السوريين

عصابات سرقة السيارات.. تستأنف نشاطها في محافظة السويداء

عاد نشاط عصابات سرقة السيارات إلى الواجهة في السويداء بعد تسجيل سرقة ثلاث سيارات خلال أربع وعشرين ساعة.

وتمت سرقة سيارتين في يوم واحد، حيث سرقت الأولى من جوار مديرية التربية في مركز المدينة، بينما سرقت الثانية من أمام منزل صاحبها في حي الجلاء الجنوبي، وكانت السيارة الثالثة قد سرقت من أمام منزل مالكها بلدة الرحى شرقي السويداء.

وتمت سرقة هذه السيارات في وقت متزامن تقريباً، بين الساعة الثالثة والرابعة بعد منتصف الليل، وهو التوقيت المناسب لنشاط اللصوص، حيث تتحول المدينة بعد الساعة العاشرة ليلاً إلى ما يشبه مدينة الأشباح، فالحركة شبه معدومة والظلام الدامس يسود الشوارع مع انقطاع الكهرباء، وتصبح مرتعاً آمناً للصوص يمكّنهم من سرقة ما يريدون دون خوف من الجهات الأمنية التي تكتفي بتسجيل بلاغات السرقة بعد وقوعها، وتدبيج محاضر غالباً ما تنتهي بالادعاء ضد مجهول.

وأصبحت معدّلات السرقة في السويداء مثيرة للقلق، بحيث لم يسبق أن شهدت المدينة هذا العدد من السرقات خلال ساعات قليلة.

تجارة اللصوص

بعد سرقة السيارات في السويداء، يتلقى اصحابها اتصالات من أشخاص في محافظة درعا، يزعمون أنهم اشتروا السيارة، ويطلبون مبلغاً مالياً أقل من سعرها لإعادتها.

وفي حال عدم التجاوب معهم، يبيعونها السيارات بأسعار رخيصة وتصبح تحت مسمى “لفّة”، وهي السيارات المسروقة التي لا تحمل الأوراق والأرقام، وتنتشر بكثرة في المحافظتين.

بما يشير إلى وجود ارتباط وثيق وتنسيق بين شبكات اللصوص في محافظتي درعا والسويداء، حيث ترسل السيارات المسروقة من المحافظة لتباع في المحافظة الأخرى.

ويسهّل عمل اللصوص في المحافظتين انتشار السيارات المسروقة بكثرة، دون وجود جهود فعلية لمواجهة هذه الظاهرة، أو الحد منها.

وتتزايد هذه الظاهرة انتشاراً وتعقيداً في ظل تراخي السلطات الأمنية في مواجهتها تحت ذرائع متنوعة، وغياب الثقة المجتمعية بهذه السلطات، وضعف وسائل الردع الأهلية، مما يترك الباب مفتوحاً أمام تفاقمها.

وبرر مصدر أمني ذلك بقوله “إن الإجراءات المتاحة للأجهزة الأمنية في محافظتي درعا والسويداء، تحدّ من صلاحياتها في ملاحقة السيارات المسروقة وتعقّب اللصوص”.

ونوّه إلى تعرّض نقاط تفتيش الشرطية للهجمات عند انتشارها في أي مكان، وأكد أن ضبط عمليات السرقة يحتاج لإجراءات مشددة، وتقبّل من المجتمع لهذه الإجراءات.

يذكر أن مدينة السويداء شهدت خلال الشهر الماضي عدة حوادث سرقة استهدفت ممتلكات  عامة وخاصة، حيث نهب اللصوص خطوط الكهرباء المغذية لسبعة آبار للمياه في المدينة،

كما حدثت عدة سرقات للممتلكات الخاصة في البيوت وتعرضت ثلاثة محلات تجارية للسرقة عند الشارع المحوري وسط المدينة.